متى يجوز صلاة الجمعة ظهرا؟ هناك حالات عذر تبيح لمن وجبت عليه صلاة الجمعة في المسجد أن يصليها في بيته ظهرا وهي حالات متعددة منها:
وجود مطر وطين
من عجز عن الخروج للصلاة لوجود مطر وطين جاز له صلاة الجمعة في بيته ظهرا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَلاَ تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ، قُلْ: ” صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ” ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ، قَالَ: ”
فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، إِنَّ الجُمْعَةَ عَزْمَةٌ ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ “[البخاري].
قال ابن بطال: ” اختلف العلماء في التخلف عن الجمعة للمطر ، فممن كان يتخلف عنها لذلك: ابن سيرين ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وهو قول أحمد ، وإسحاق ، واحتجوا بهذا الحديث.
وقالت طائفة: لا يتخلف عن الجمعة للمطر….
وقال ابن حبيب: أرخص النبي عليه السلام ، في التخلف عن الجمعة لمن شهد الفطر والأضحى صبيحة ذلك اليوم من أهل القرى الخارجة عن المدينة لما في رجوعهم من المشقة لما أصابهم من
شغل العيد “[شرح البخاري لابن بطال].
وقال النووي: ” هذا الحديث دليل على تخفيف أمر الجماعة في المطر ونحوه من الأعذار ، وأنها متأكدة إذا لم يكن عذر ، وأنها مشروعة لمن تكلف الإتيان إليها وتحمل المشقة “[شرح النووي على مسلم].
المسافر مخير بين أن يصلي الجمعة أو لا يصلي
كَانَ أَنَسٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قَصْرِهِ أَحْيَانًا يُجَمِّعُ وَأَحْيَانًا لاَ يُجَمِّعُ ، وَهُوَ بِالزَّاوِيَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ [موضع بينه وبين البصرة فرسخان].[رواه البخاري معلقا].
قال ابن الملقن: ” قوله: (كان أنس أحيانًا يجمع) يعني: أحيانًا يأتي المصر وأحيانًا لا يأتي ؛ لأن فرسخين كثير ، فإذا أراد الفضل أتى ، وإن ترك كان في سعة “[التوضيح لشرح الجامع الصحيح].
والفرسخان يساويان 9.6561 كيلو متر
وقال ابن رجب: ” إن كان مسافراً يباح له القصر ، فأكثر العلماء على أنه لا يلزمه الجمعة مع أهل القرية ، وقد ذكرنا فيما تقدم أن المسافر لا جمعةٍ عليه “.]فتح الباري لابن رجب[.
للاطلاع على المزيد: