في هذا المقال سأذكر الفرق بين المداراة والمداهنة، فالمداراة مشروعة لأن رسول الله فعلها وأما المداهنة فمحرمة.
تعريف المداراة
هي معاملة أهل الباطل برفق ولين من غير تنازل عن شيء من ثوابت الدين ومن غير ثناء على ما يفعلونه من باطل ولا إقرار لهم.
حكم المداراة
مشروعة.
دليل مشروعية المداراة
قول النبي –صلى الله عليه وسلم– عن الرجل الذي استأذن للدخول عليه قال قبل أن يدخل عليه: (بئس أخو العشيرة) ليبين حقيقة حال الرجل التي ربما كانت تخفى على الناس، فلما دخل عليه انبسط معه ولان له في القول؛
لأن الرجل لم يظهر شيئا من قبائحه وإنما أظهر الاحترام أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- فعامله رسول الله بما يتناسب مع تلك الحالة التي أظهرها أمامه.
وهذا كان فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- دائما مع المنافقين الذين يأتون إليه، فهو يعرف حقيقتهم ويعرف ما يفعلون لكنهم إذا وقفوا أمامه لا يظهرون إلا الاحترام فكان رسول الله يلين لهم ويحسن معاملتهم وتلك هي المداراة.
تعريف المداهنة
هي إظهار الرضى بما يفعله أهل الباطل والثناء على المحرمات التي يفعلونها، كشكر الظالم على ظلمه وإظهار الرضى بما يفعل؛ وتلك وسيلة لتكثير الظلم وتقوية شوكة الظالمين.
حكم المداهنة
محرمة.
دليل حرمة المداهنة
قول الله: (ودوا لو تدهن فيدهنون) والآية خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- أي تمنى هؤلاء المشركون لو تقوم بالثناء على آلهتهم التي يبعبدونها من دون الله ويقوموا بالثناء أيضا على دينك فيكون هذا الفعل من النبي بمثابة الإقرار بالباطل الذي يفعلونه.