موقف السنة النبوية من القرآن الكريم

موقف السنة النبوية من القرآن الكريم

السنة النبوية لها أحوال متعددة مع القرآن الكريم حيث تتوافق السنة مع القرآن أحيانا فتكون مؤكدة للحكم

السنة النبوية لها أحوال متعددة مع القرآن الكريم حيث تتوافق السنة مع القرآن أحيانا فتكون مؤكدة للحكم الذي ورد في كتاب الله، فيكون الحكم الواحد عليه دليلان واحد من القرآن وآخر من السنة.

السنة مبينة للقرآن

وأحيانا تأتي السنة مبينة لما ورد في كتاب الله مجملا، كالصلاة وردت مجملة لكن جاء تفصيلها في السنة، وأحيانا تكون السنة مبينة لحكم سكت عنه القرآن كتحريم النبي صلى الله عليه وسلم- أكل كل ذي ناب من السباع.

بيان ابن القيم لموقف السنة من القرآن

قال ابن القيم في كتاب أعلام الموقعين وهو يتكلم عن موقف السنة من القرآن وأن السنة لا تعارض القرآن:

والسنة مع القرآن على ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون موافقة له من كل وجه، فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتضافرها، الثاني: أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن وتفسيرا له، الثالث: أن تكون موجبة لحكم سكت القرآن عن إيجابه، أو محرمة لما سكت عن تحريمه. 

ولا تخرج عن هذه الأقسام، فلا تعارض القرآن بوجه ما، فما كان منها زائدا على القرآن فهو تشريع مبتدأ من النبي -صلى الله عليه وسلم- تجب طاعته فيه، ولا تحل معصيته، وليس هذا تقديما لها على كتاب الله بل امتثال لما أمر الله به من طاعة رسوله.

ولو كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطاع في هذا القسم لم يكن لطاعته معنى وسقطت طاعته المختصة به، وإنه إذا لم تجب طاعته إلا فيما وافق القرآن لا فيما زاد عليه لم يكن له طاعة خاصة تختص به، وقد قال الله تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) أعلام الموقعين عن رب العالمين 2 / 307[.

إنكار السنة والدعوة للعمل بالقرآن

مما سبق يتبين لكل متأمل أن الذين ينكرون السنة ويدعون الناس إلى العمل بالقرآن، هؤلاء في الحقيقة لا يريدون القرآن ولا السنة، إنما يريدون هدم الإسلام جملة، وتكون الدنيا خاضعة لأهوائهم وأحكامهم وليست خاضعة لأحكام الله.

فقد تبين من الآيات التي سقتها قبل ذلك أن القرآن نفسه آمر بالعمل بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو جادل هؤلاء وقالوا: إن هذا الأمر يتعلق بما كان في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن الآن قد اختلط الصحيح بالضعيف ولا نستطيع أن نميز بينهما، نقول: إنكم بذلك قد وقعتم في منزلق خطير، معناه على زعمكم أن القرآن لا يصلح إلا لزمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس حجة علينا؛ لأن القرآن كان قد أمرهم بالصلاة والزكاة والحج إجمالا إعتمادا على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيوضح لهم، أما نحن الآن فلا نستطيع أن نعرف ذلك فيكون هذا حجة لترك الصلاة، والزكاة، والحج، وترك الإسلام جملة،

هذا هو ما يريده منكروا السنة، إنهم يريدون أن يتمسك الناس بدين لا مضمون له، يريدون قالبا فارغا يسمى الإسلام يضعون فيه المضامين التي يريدونها. 

فهؤلاء إنما يتبعون أهواءهم وليس هناك أضل ممن اتبع هواه، قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) ]القصص: 50[.

إخبار النبي صلى الله عليه وسلم- عن منكري السنة

إن ما قاله منكروا السنة أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يراهم فبين أنه سيكون هناك ممن ينتسبون إلى أمته من يردون قوله، ويقولون: لا نأخذ إلا بالقرآن، فقال: )لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أَمرت به أو نَهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه(]أخرجه أبو داود في سننه في كتاب السنة / باب في لزوم السنة 2 / 610 رقم 4605[.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *