بدأت كتابة المصنفات الحديثية في القرن الأول الهجري أي منذ زمن النبوة فكانت تكتب في الصحائف بجانب الحفظ في الصدور.
صحائف حديثية في زمن النبوة
أثبتت المصادر الموثوق بها والمعتبرة عند أئمة الحديث نسبة أحاديث وصحف ونسخ مكتوبة لبعض الصحابة -رضوان الله عليهم- كتبوها لأنفسهم، أو كانت تكتب لهم بصريح رغبتهم، أو وجدت عندهم، منها:
صحيفة فاطمة الزهراء، ونسخة أبي بكر الصديق، ونسخة في التفسير لأبي بن كعب، ونسخة لعمر بن الخطاب، وكتاب عبد الله بن مسعود، وكتاب الفرائض، وصحيفة سمرة بن جُندُب، وصحيفة جابر، وصحيفة علي بن أبي طالب، وغير ذلك من الصحائف. ]بتصرف من كشف اللثام عن أسرار تخريج أحاديث سيد الأنام 1 / 112[
فهذه الصحائف التي كتبها الصحابة إنما كتبت بصورة شخصية، انتهى عصر الصحابة وجاء التابعون من بعدهم فساروا على منوالهم في حفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتأثروا بالصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-.
بداية تدوين السنة على رأس القرن الأول الهجري
بدأ التدوين الرسمي للسنة بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز، وهذا التدوين إنما يعني جمع كل الصحائف الشخصية المنتشرة في ديوان واحد، روى البخاري في صحيحه فقال:
“وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولتفشوا العلم،
ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا“]أخرجه البخاري في كتاب العلم / باب كيف يقبض العلم 1 / 49[.
قال السيوطي: “أما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز بأمره”.
ثم نقل السيوطي عن الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر حديث البخاري الذي ذكرته آنفا فقال: قال في فتح الباري: “يستفاد من هذا ابتداء تدوين الحديث النبوي. ثم أفاد أن أول من دونه بأمر عمر بن عبد العزيز ابن شهاب الزهري“. ]تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 / 97[
المصنفات التي ظهرت في القرن الأول الهجري
1 – المغازي والسير وكان أول من ألف فيها …هو عروة بن الزبير الذي صنف كتابه المغازي والسير.
2 – كتب الأطراف: وكان أول من ألف فيها …هو محمد بن سيرين الذي كتب أطراف حديث عَبيدة السَلْماني في الحديث.
3– السنن: وكان أول من ألف فيها …هو مكحول الشامي ذلك الذي صنف كتاب السنن في الحديث. ]كشف اللثام عن أسرار تخريج أحاديث سيد الأنام 1 / 130[
