مخطئ من ظن أن الفرائض التي فرضها الله علينا تقصد لذاتها مجردة وإنما فرضها الله علينا لتكون سببا في تنمية جانب الأخلاق فينا.
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
عندما نتأمل في الصلاة التي فرضها الله علينا وهي من العبادات التي فرضها الله نجد أن الله أبان لنا حكمتها فقال: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
الزكاة تطهر النفوس
الزكاة ليست مجرد مال يدفعه الإنسان من جيبه للفقراء كضريبة تفرض عليه لا يقصد منها إلا جمع المال، وإنما هي لتربية الناس وتهذيب نفوسهم، قال الله: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا).
الصدقة ليست مالا فقط
الصدقة في الإسلام ليست قاصرة على المال فحسب وإنما كل عمل من أعمال المعروف التي من شأنها أن تؤلف بين القلوب وتجمع بين الناس هي في ميزان الشرع صدقة.
فلو كانت الصدقة قاصرة على المال فقط لفاز بها الأغنياء وحدهم، لكن الإسلام يبين لنا أن كل معونة يبذلها الإنسان لأخيه إنما نوع من الصدقة حتى تبسمك في وجه أخيك صدقة حتى كف الأذى عن الناس نوع من الصدقة.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا، أو تصنع لأخرق، قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك)البخاري
إسلام بلا أخلاق
هؤلاء الذين يلتزمون بأعمال الإسلام الظاهرة ولا يلتزمون بجانب الأخلاق فإن هؤلاء قد أساؤوا لأنفسهم ولدينهم، وأوردوا أنفسهم المهالك بسبب تركهم لجانب الأخلاق الذي ظنوه سنة أو فضيلة في الإسلام ولم يدركوا أنه من الواجبات التي أوجبها الله علينا.
يقول الإمام الغزالي: “ذرة واحدة من تقوى، وخلق واحد من أخلاق الأكياس، أفضل من أمثال الجبال عملا بالجوارح”.
فجانب الأخلاق في الإسلام مثله كمثل جانب الإيمان والفرائض، فمن يهمل جانب الإيمان أو الفرائض يعرض نفسه لغضب الله وعقابه، ومن يهمل جانب الأخلاق يأتي يوم القيامة مفلسا عاريا من الحسنات.