Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124

هناك بعض من نماذج الملاحدة العرب الذين ألحدوا بعد إسلام، فانقلبوا على أعقابهم واشتروا الكفر بالإيمان.
هناك بعض من نماذج الملاحدة العرب الذين ألحدوا بعد إسلام، فانقلبوا على أعقابهم واشتروا الكفر بالإيمان.
القصيمي كان من طلاب العلم المتميزين وممن كان لهم جهود طيبة في خدمة الإسلام والدفاع عنه، وكان من مؤلفاته التي دافع فيها عن الإسلام وهاجم الوثنية كتاب: الصراع بين الإسلام والوثنية. وهو من اكلتب المتميزة في هذا الجانب، حتى قال عنه الشيخ ابن عقيل الظاهري متأسفا عليه : “أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله ، فإن الرجل الذي ألف الصراع بين الإسلام والوثنية ممن يؤسف له على الكفر.
اختلفت الآراء حول السبب وراء إلحاد عبد الله القصيمي فمنهم من قال ربما تسلل الشك والإلحاد لنفسه شيئا فشيئا حتى أعلن عن إلحاده.
ومنهم من قال أنه كان يتظاهر بنصر السنة والدفاع عنها، ومنهم من قال أنه أخذ الكثير من المال ممن يحاربون الإسلام.
ومنهم من قال أنه لما ذاع صيته وانتشر بين الناس دالخ الكبرياء والعجب فكان عاقبته أن خذله الله.
والبعض عبر عن سبب إلحاده بأنه كان من طباعه أن يركب الموجات الفكرية السائدة وينتفع منها، فقد ركب املوجة السلفية وانتفع منها، وكذلك ركب موجة الإلحاد وانتفع منها.
لقد ألف عبد الله القصيمي كثيرا من الكتب في الدفاع عن الإلحاد وقد بين الشيخ ابن عقيل الظاهري بأن هذه المؤلفات تدور حول : إنكار الحقيقة الأزلية ، ومهاجمة الأديان والأنبياء ، والاستخفاف بالموهبة العربية ، والتحدي للقضايا العربية والإسلامية ، والتغني بآلام الإنسان وتعاسته.
هو واحد من الملاحدة العرب الذين كانوا ينتسبون للإسلام، قال عنه الزركلي في الأعلام: “عارف بالرياضيات له اشتغال بالتاريخ ولد بالإسكندرية وتعلم بها ثم أحرز الدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو عام 1931 ،
وعين مدرسا للرياضيات في جامعة سان بطرنسبرج ، ثم انتقل إلى تركيا فكان مدرسا للرياضيات في معهد أتاتورك بأنقرة ،
وعاد إلى مصر سنة 1936 فنشر كتاباً وضعه في الإلحاد ، وكتب في مجلات مصر والشام مقالات بالعربية ، أغرق نفسه في الإسكندرية منتحراً”.
تسلل الشك لنفس الإنسان من أكبر الأسباب التي تؤدي للإلحاد، وهناك فرق بين الشك المطلق الذي يراد منه الهدم، والشك المنهجي الذي يراد من ورائه الوصول للحقيقة.
فهذا الشك المطلق يجعل الإنسان يقف عند المتشابهات ويعمي عن قواطع الإسلام، وقد ذكر الله أمثال هؤلاء الذين في قلوبهم شك فقال : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ).
الإيمان الكامل هو أن يؤمن الإنسان بقلبه ولسانه، فإذا آمن بلسانه دون قلبه يكون منافقا، وهذا هو منهج المنافقين الذين خلت قلوبهم من الإيمان بالله، لكنهم نطقوا بكلمة الإيمان بألسنتهم.
فقال الله تعالى عن هؤلاء المنافين: ( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) .
أحيانا البعض يفضل اللذة العاجلة على الآجلة، ونعيم الدنيا الزائل على نعيم الآخرة الباقي، وأمثال هؤلاء قال الله فيهم: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ).
كان من الأسباب التي وصلت بإبليس إلى ما وصل إليه كبرياؤه وغروره وتعاليه على تنفيذ أوامر الله عندما أمره الله بالسجود لآدم فقال الله: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) .
الجهل بالإسلام من أسباب الإلحاد الجهل الشديد بحقيقة الإسلام والسماع لأكاذيب وأباطيل الملحدين عن الإسلام، لذلك كان من الواجب على المسلم أن يحصن نفسه بالثقافة الصحيحة عن الإسلام قبل أن ينظر في ثقافات الأمم السابقة، وهذا هو أول الواجبات قال الله: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ).