من ثمرات الصيام ضبط اللسان لأأنه يجعل الإنسان أقدر على ضبط لسانه، فكما سيطر الإنسان على جوعه وعطشه أمره الإسلام أن يسيطر على لسانه.
حفظ اللسان
لسان الإنسان قد يكون سببا في نجاته أو هلاكه، فباللسان ينطق الإنسان كلمة الإيمان التي يرتفع بها عند الله درجات، وباللسان ينطق الإنسان بكلمة الكفر التي يهبط بها دركات.
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)[البخاري]
فالصيام جنة أي يقي صاحبه ويمنعه من ارتكاب الفواحش، ثم أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الصائم إذا كان صائما ألا يرفث أي ألا يقول فاحشا من الكلام، وألا يجهل بأن يمتنع عن السفه والسخرية.
الرفث والجهل
الرفث والجهل أمران محرمان في الصيام وفي غير الصيام، لكنهما يكونان أشد حرمةً أثناء الصيام لحرمة تلك العبادة عند الله.
كما قال الله تعالى عن الأشهر الحرم: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) فظلم النفس محرم في الأشهر الحرم وفي غيرها لكنه يكون أشد حرمةً في هذه الأشهر لحرمتها عند الله.
لذلك ينبغي على الصائم أن يعظم هذا الشهر في نفسه كما عظمه الله.
خطورة الكلمة
لسان الإنسان به يعلو قدره عند الله إذا نطق به خيرا، وبه يهون قدره إذا نطق به فحشا.
يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)[البخاري]
دلالة الكلمة على ما في القلب
لسان الإنسان إنما هو دليل على ما في قلبه فإن استقام قلب الإنسان على الإيمان استقام لسانه، وإن اعوج قلبه اعوج لسانه؛ لأن الألسنة هي مغارف لما في القلوب وما يظهر على اللسان إنما هو بعض مما يحمله الإنسان في قلبه.قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ)[أحمد]
للاطلاع على المزيد: