منطق القرآن في مواجهة الفكر الإلحادي

منطق القرآن في مواجهة الفكر الإلحادي

لقد خاطب القرآن الناس خطابا عقليا أعجزهم عن الرد عليه، فكانت خطابات القرآن للمشركين خطابات مسكتة.

لقد خاطب القرآن الناس خطابا عقليا أعجزهم عن الرد عليه، فكانت خطابات القرآن للمشركين والملحدين خطابات مسكتة.

منطق القرآن الكريم في خطاب المخالفين

تميز الخطاب القرآني بأنه خطاب عقلاني وليس بالخطاب الذي يعتمد على دغدغة المشاعر بعيدا عن منطق العقل.

ولما كان الخطاب القرآني عقلانيا لم يجد المشركون ردا عليه فلجئوا لبذل المال والأولاد والأرواح لخوض الحرب التي فقدوا فيها أموالهم وأولادهم وأنفسهم.

كان المنطق الذي علمه القرآن لنا ألا نردد كلاما دون أن نقف على حقيقته، فقال الله: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).

وعلمنا القرآن الا نقبل كلاما دون دليل أو برهان، فقال الله: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).

التفكر بعيدا عن المؤثرات الخارجية

لقد طلب القرآن من هؤلا المشركين أن يبتعدوا عن المؤثرات الخارجية التي تؤثر على عقولهم فلا يستطيعون اتخاذ القرار الصائب بأن يتفكر كل واحد منهم وحده في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو يتناقش مع من يثق بعقله وحكمته ليصل غلى قرار صائب.

قال الله: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ).

النظر في شواهد قدرة الله في الكون

لقد أمرنا الله بالنظر أولا في شواهد قدرته في هذا الكون أولا ليقودنا هذا النظر إلى الإيمان بالله، فقال الله: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ).

النظر في خلق الإنسان

إن منطق العقل يقول: كل حادث لابد له من محدث، فإذا كان الإنسان عدما ثم وجد بعد عدم فمن الذي أوجده فهل هو أوجد نفسه أم أوجده آخر غير الله، والإنسان لا يستطيع أن يدعي أنه هو من أوجد نفسه وليس هناك من يستطيع أن يدعي أنه أوجد غيره، قال الله: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ).

الإنسان يجهل نفسه

كان من التحدي الذي تحدى الله به الإنسان أن بين له أن هناك أشياء في نفسه يجهلها ولا يمكن أن يصل لحقيقتا بالرغم من أنها أساس حياته.

فهذه الروح التي هي سبب حياة الإنسان لا يعرف الإنسان حقيقتها، فإذا كان يجهل حقيقة أمره فكيف يدرك حقيقة الله قال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ).

وقال تعالى وهو يلفت أنظارنا للأسرار التي في أنفسنا والتي هي من أكبر الأدلة على وجود الله فقال: ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) .

لذلك الإنسان يضل إذا وضع العقل فيما يعلوا على مداركه من أجل ذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته )[البخاري]

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *