مكانة كتاب المستدرك على الصحيحين

مكانة كتاب المستدرك على الصحيحين

مكانة كتاب المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم بين كتب السنة مكانة كبيرة، فقد كان وما زال موضع اهتمام العلماء قديما وحديثا

مكانة كتاب المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم بين كتب السنة مكانة كبيرة، فقد كان وما زال موضع اهتمام العلماء قديما وحديثا حتى تكلم السابقون عليه كثيرا في كتب المصطلح وغيرها، وكان من كتب السنة الأساسية التي لا يفوتهم الحديث عنها.

عدد أحاديث المستدرك

جمع الإمام الحاكم في كتابه هذا قدرا كبيرا من الأحاديث بلغ قريبا من التسعة آلاف حديث، ولا شك أن جمع هذا العدد الضخم من الأحاديث بأسانيدها فيه خدمة جليلة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-،

حيث إنه يضيف طرقا أخرى كثيرة للأحاديث على أساسها قد يتغير الحكم على بعض الأحاديث، فقد ترتقي بتعدد الطرق من الضعيف إلى الحسن، أو من الحسن إلى الصحيح، وغير ذلك من الفوائد
التي موضع تفصيلها كتب المصطلح، وقد بين العلماء أنه قد جمع قدرا كبير من الأحاديث التي فاتت البخاري ومسلم،

فقد ذكر ابن الملقن أن أبا عبد الله محمد بن الأخرم الحافظ قال: قل ما يفوت البخاري ومسلما مما ثبت من الحديث يعني في كتابيهما.

وفيه نظر فإن المستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله كتاب كبير يشتمل مما فاتهما على شيء كثير وإن يكن عليه في بعضه مقال فإنه يصفو له منه صحيح كثير. المقنع في علوم الحديث لابن الملقن 1 / 61.

وقد تعقب الحافظ ابن كثير هذا الكلام فقال: في هذا نظر، فإنه يلزمهما بإخراج أحاديث لا تلزمهما، لضعف رواتها عندهما، أو لتعليلهما ذلك والله أعلم. الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث 21.

وقال السيوطي في التدريب: واعتنى الحافظ أبو عبد الله الحاكم في المستدرك بضبط الزائد عليهما مما هو شرطهما أو شرط أحدهما أو صحيح وإن لم يوجد شرط أحدهما، معبرا عن الأول بقوله: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين أو على شرط البخاري أو مسلم، وعن الثاني بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد وربما أورد فيه ما هو في الصحيحين وربما أورد فيه ما لم يصح عنده منبها على ذلك. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 / 114.

 منزلة المستدرك مع صحيحي ابن خزيمة وابن حبان

تكلم العلماء على صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم، فبينوا أن أعلاها منزلة هو صحيح ابن خزيمة، ثم صحيح ابن حبان، ثم مستدرك الحاكم، وإن كان الحاكم هو أشد شرطا منهما إلا
أنهما قد وفيا بما اشترطا على أنفسهما، أما الحاكم بالرغم من علو الشرط الذي وضعه في كتابه إلا أنه لم يوف بما شرطه على نفسه.

قال ابن كثير وهو يتكلم عن صحيحي ابن خزيمة وابن حبان: وهما خير من المستدرك بكثير، وأنظف أسانيد ومتونا. الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث 22.

وقال الحازمي: ابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 / 117.

مرتبة المستدرك مع المختارة للضياء

وأما كتاب المختارة للضياء المقدسي فهو أعلى درجة من مستدرك الحاكم، قال ابن كثير: وقد جمع الشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي في ذلك كتابا سماه “المختارة” ولم يتم، كان بعض الحفاظ من مشايخنا يرجحه على مستدرك الحاكم. الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث 23.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *