معنى أو في قول الله: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون

معنى أو في قول الله: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون

معنى أو في قول الله: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فقد يتساءل البعض منا عن معنى "أو" فربما ظن أن "أو" للشك وهذا هو المعنى المشهور لهذا الحرف. 

معنى أو في قول الله: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فقد يتساءل البعض منا عن معنى “أو” فربما ظن أن “أو” للشك وهذا هو المعنى المشهور لهذا الحرف. 

هل معنى أو للشك في الآية

لا يمكن أن يكون هذا المعنى هو المقصود في الآية هنا؛ لأن الشك نوع من الجهل والجهل نقص وهو محال على الله تعالى؛ لأن الله هو علام الغيوب، ويجب له كل كمال يليق بذاته المقدسة.

معاني  أو في اللغة

“أو” لها معان كثيرة في لغة العرب، وقد وردت في مواضع كثيرة من القرآن وكل موضع له المعنى الذي يليق به، من هذه المعاني:

أو التي للشك

ورد في قول الله: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ).

فقد حكى الله تعالى على لسان أهل الكهف أن الله لما أيقظهم من نومهم تساءَلوا كم من الزمن لبثنا؟ فأجاب المسئول منهم سائِلَهُ بأنهم لبثوا نائمين يوما أَو بعض يوم، فصاحب
الجواب يجيب على الشك لأنه لا يعلم الحقيقة فهو يشك في الكلام.

أو التي للتخيير

قال الله: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).

فهذا تخيير من الله لنا إذا حيانا أحد بتحية إما أن نرد التحية بمثلها أو أن نرد بأحسن منها.

 

أو تأتي بمعنى الواو

أحيانا تأتي أو بمعنى الجمع بين الأمرين، كما في قول الله: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن) والمعنى وآبائهن.

وكقول الله: (أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم) يعني وبيوت آبائكم.

وهناك الكثير من المعاني لحرف “أو” في اللغة غير ما سبق.


معنى أو في قول الله: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون)

أو في الآية تحتمل عدة معان منها:
1 – الواو أي مائة ألف ويزيدون، فعددهم لا يقف عند حدود المائة ألف وإنما يزيد.

2 – أو أن المقصود وصف حال الناظر إليهم أنه إذا رآهم يقدر العدد بأنه مائة ألف أو يزيدون على مائة ألف لكن لا يقدر العدد بما هو أقل من هذا.

3 – أو المراد الإباحة: بمعنى أنك بأي عدد من هذين العددين قدرتهما به كنت مصيبا في هذا التقدير، كما يقولون: جالس الحسن أو ابن سيرين. والمعنى أي أيهما جالست كنت مصيبا.


الآيات المشابهة لهذه الآية

هذه الاحتمالات التي وردت في الآية السابقة ترد أيضا في قول الله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)

فإن “أو” هنا إما أن تكون بمعنى الواو أي فقلوبهم كالحجارة وأشد قسوة، أو أن تكون بمعنى أن الناظر لقلوبهم إذا اطلع على ما فيها يتردد بين أمرين في وصفها إما أن
يصفها بالحجارة أو انها أشد قسوة من الحجارة ولا يصفها بما هو أقل من الحجارة.

أو أنك إذا وصفتهم بأي الوصفين كنت مصيبا في ذلك.

وكذلك قول الله: (يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية).

فتكون “أو” إما يمعنى الواو  أي يخشون الناس وأشد خشية، أو أن من ينظر إليهم يصفهم بأحد الوصفين أنهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية من الله ولا يصفهم بوصف آخر بأن خشتهم من الناس أقل من خشيتهم من الله.

أو أنك إذا وصفت خشيتهم من الناس بأنها تتساوى مع خشيتهم من الله أو تزيد على خشيتهم من الله كنت مصيبا في هذا الوصف.

 وليست هذه هي كل المعاني التي يمكن أن ترد في هذه الآيات وإنما هناك معان أخرى ذكرها أهل التفسير على حسب اختلاف معاني “أو” في اللغة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *