العام عند الله تعالى اثنا عشر شهرا، وهذه الأشهر يحدد بداياتها ونهاياتها الله تعالى، وذلك بهذه الأهلة التي تظهر وتختفي، وفي هذا المقال سنجيب على سؤال: لماذا حرم الله القتال في الأشهر الحرم؟.
الأشهر الحرم أربعة
جعل الله تعالى في هذه الأشهر أربعة أشهر الحرم، أي حرم الله تعالى فيها القتال، وكان العرب في الجاهلية يحرمون القتال في هذه الأشهر، فلا
يتعرض أحد بسوء لأحد في هذه الأشهر، وكان ذلك من بقايا شريعة ابراهيم -عليه السلام- التي ورثوها.
الدليل على الأشهر الحرم
وفي ذلك يقول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ).
حكمة تحريم القتال في الأشهر الحرم
والحكمة في تحريم الله تعالى القتال في هذه الأشهر الحرم هو أن الله تعالى أراد أن يؤمن حجاج بيت الله الحرام.
فكان الحج لا يكون إلا في شهر ذو الحجة، فجعل الله تعالى هذا الشهر الذي يحج الناس فيه شهرا حراما أي حرم القتال فيه حتى يأمن الناس وهم يؤدون هذه الفريضة.
وجعل الله تعالى الشهر الذي يسبق شهر ذو الحجة شهر ذو القعدة جعله الله تعالى شهرا محرما لأن الناس كانوا يأتون من أماكن بعيدة فأراد الله تعالى أن يؤمنهم أثناء خروجهم من بيوتهم قاصدين بيت الله الحرام.
وجعل الله تعالى الشهر الذي بعد شهر ذي الحجة شهر المحرم جعله محرما حتى يكون الناس آمنين عندما يريدون العودة إلى ديارهم بعد أن ينتهوا من أداء فريضة الحج.
وهذا هو ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)
فشهر رجب أيضا من الأشهر الحرم لكنه في منتصف العام وهذا جعله الله حراما حتى إذا أراد أحد من الناس زيارة البيت الحرام لأداء العمرة يخرج آمنا ويرجع آمنا.