قوم سبأ وكفرانهم للنعم

قوم سبأ وكفرانهم للنعم

من قصص السابقين التي قصها علينا القرآن قصة قوم سبأ وكفرانهم للنعم، وهي قصة يعلمنا الله فيها أن كفران النعم يستجلب غضب الله ونقمته.

من قصص السابقين التي قصها علينا القرآن قصة قوم سبأ وكفرانهم للنعم، وهي قصة يعلمنا الله فيها أن كفران النعم يستجلب غضب الله ونقمته.

النعيم الذي كان فيه قوم سبأ

هؤلاء كانت لهم مساكن وقصور ووديان فيها زروع وثمار وكانت لهم جنتان:

إحداهما عن يمين بلدهم، والأخرى عن شمالها، وكل جنة تجمع ألوانا متنوعة من الأشجار والثمار.

وكانت أشجار هذه البساتين التي وصفها الله بالجنات متقاربة من بعضها كأنها قطعة واحدة وكانت مساكنهم تحفها الأشجار وتحيط بها الثمار وكانوا في وفرة من النعيم والعيش.

روي أَن المرأَة كانت تخرج وعلى رأسها المكتل وتسير بين الأَشجار فيمتليء المكتل مما يتساقط من الثمار.

كل هذا النعيم كأنه يناديهم بلسان الحال أن يأكلوا من رزق الله، ويقدموا شكر هذه النعم، أو أن الله أرسل لهم الأنبياء ليقولوا لهم ذلك، فهذه بلدة طيبة بخيراتها الوفيرة، وربكم رب واسع المغفرة إذا شكرتموه على تلك النعم التي وهبها لكم.

قال الله: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)

قوم سبأ ملوا العافية وطلبوا الشقاء

أعرض قوم سبأ عن الإيمان بالله وعن شكر نعمه، وظنوا أن الأمر لا يحتاج لإله يدبر للناس أمورهم، فها هي الأرض الخصبة، وهذا هو الماء، وهذه هي الحبة التي توضع في الأرض، فكل العوامل متوفرة لوجود هذا الخير الوفير وغفلوا أن الذي يدبر هذه الأمور هو الله.

عقاب الله لقوم سبأ

لما أعرض قوم سبأ عن نعم الله أرسل الله عليهم سيلا اجتاح السد الذي كان ينظم الري في البلاد.

وعاقبهم الله بسبب كفرهم وتكذيبهم نبيهم بأن أبدلهم جنتين ذواتي ثمر مر لا يستسيغه أحد يجمع بين المرارة والحموضة، وشجر آخر لا ثمر فيه، وشيء قليل من شجر السدر.

فبعد أن كانت أشجارهم هي خير الأشجار صارت هي شر الأشجار. 

قال الله: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)

العقاب كان بسبب ذنوبهم

هذا العقاب الذي أنزله الله بهم لم يكن أمرا طبيعا حدث بفعل الطبيعة فالطبيعة مخلوقة ومأمورة كما أن الإنسان مأمور، وإنما كان هذا بسبب مبالغتهم في كفرهم بالله وتكذيبهم لأنبياء الله. قال الله تعالى: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *