ظهور الإلحاد بسبب التبعية والتقليد

ظهور الإلحاد بسبب التبعية والتقليد

من أهم الأسباب التي أدت لنشر الإلحاد بين الناس التبعية والتقليد للآخرين من غير إعمال للعقل الذي وهبه الله لنا.

من أهم الأسباب التي أدت لنشر الإلحاد بين الناس التبعية والتقليد للآخرين من غير إعمال للعقل الذي وهبه الله لنا.

التقليد دون تفكر وتعقل

تقليد الآخرين دون إعمال للعقل واعتماد لفكر السليم يؤدي بالإنسان حتما للتبعية لهؤلاء في أفكارهم، والبعض يقوم بتلك التبعية لأنه يرى الكثرة من الناس يفعلون هذا الفعل أو يقولون هذا القول، وهذا ما حذرنا منه القرآن بألّا نؤمن بالأشياء لأن الكثرة تؤمن به بل لابد من إعمال العقل الذي هو حجة الله على خلقه قال تعالى :

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) .

المشركون ومنهج التبعية والتقليد

كان المنهج الذي اعتمده المشركون وساروا عليه هو منهج التبعية والتقليد لآبائهم، لقد أنكروا المعجزات التي أتاهم بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتي ثبت عجزهم عن الإتيان بمثلها، واكتفوا بتقليدهم لآبائهم وعطلوا عقولهم فلم يتفكروا بها.

قال الله: ( أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) .

لقد كان عندهم إصرار على إلغاء منطق العقول واتباع السابقين حتى ولو كانوا لا يعقلون شيئا؛ لذا أنكر القرآن عليهم ذلك فقال الله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ) .

اتباع الظنون والأهواء

لقد كان من المناهج التي سار عليها المشركون أنهم كانوا يتبعون منهج الظنون، تلك الظنون التي هي مجرد أوهام لا وجود لهم إلا في عقولهم المريضة ولا نصيب لها من الواقع، وتركوا منهج الدليل والبرهان، فكان ذلك سببا في ضلالهم وانحرافهم.

وساؤوا وراء أهوائهم وشهواتهم، فما أملته عليهم أهواؤهم اتبعوه وساروا وراءه، قال الله: (إِن ‌يَتَّبِعُونَ ‌إِلَّا ‌ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ).

وهذا الظن لا يغنيهم عن الحق شيئا، قال الله: (وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن ‌يَتَّبِعُونَ ‌إِلَّا ‌ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـٔٗا).

منهج البرهان الدليل

لقد كان المنهج الذي اعتمده الإسلام وأراد للناس أن يسيروا عليه هو منهج البرهان والدليل والنظر والتأمل الذي يعتمد على العقل والمنطق.

لقد أمر الله عباده أن ينظروا أولا فيما خلق الله وأن يعملوا عقولهم حتى يكون إيمانهم عن قناعة وبرهان، فقال الله: ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ).

العقل للتدبر والتأمل

لم يخلق الله الإنسان ويزوده بالعقل إلا من أجل أن يعمله ليدرك به حقائق الأشياء من حوله، وليتدبر به، ويستقبل تكاليف الله له، فهذا العقل هو حجة الله على عباده، وهو مناط التكليف، فهو أداة الاستقبال التي يستقبل بها التكليف، فإذا فقد الإنسان هذا العقل أسقط الله عنه التكاليف.

التبعية للأمم من قبلنا

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع مناهج وطرق الأمم من قبلها، بالرغم مما فيها من السوء والشر، حتى لو سلكوا أضيق الطرق وأردئها لسلكوا مثل طريقهم، كهذا الضب الذي في نتن ريحه ورداءته وضيق جحره،

فعن أبي سعيد -رضي الله عنه-  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لتتبعن سنن من قبلكم ‌شبرا ‌بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن)البخاري

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مآخذ الأمم والقرون قبلها، شبرا بشبر، وذراعا بذراع) قالوا: يا رسول الله، كما فعلت فارس والروم؟ قال: (وهل الناس إلا أولئك؟)أحمد

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *