Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124

ساعة الإجابة في يوم الجمعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه إياه، وهذا مما فضل الله به يوم الجمعة على سائر الأيام.
ساعة الإجابة في يوم الجمعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه إياه، وهذا مما فضل الله به يوم الجمعة على سائر الأيام.
1 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَالَ: (فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ) وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.[البخاري].
كما أن للأيام فضائل فإن للساعات أيضا فضائل، وهذه الفضائل لا نستطيع معرفتها إلا عن طريق الوحي؛ لأنه إخبار عن الله ولا نستطيع أن نعرف ما عند الله إلا لالوحي الذي يوحيه لأنبيائه ورسله.
قال أبو بكر ابن العربي: “والفضائل لا تدرك بالقياس ، وإنما تدرك من لفظ الشارع لا غير ، والله يفضل ما يشاء على ما يشاء ويختار ، وله الخيرة “.[المسالك في شرح موطأ مالك].
لم تحدد رواية أبي هريرة هنا وقت ساعة الإجابة
2 – وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ)[مسلم].
رواية أبي بردة هنا حددت أن وقت ساعة الإجابة هي بين أن يجلس الإمام للخطبة حتى يفرغ من الصلاة.
3 – وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ – يُرِيدُ سَاعَةً – لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- شَيْئًا إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ)[أبو داود].
رواية جابر حددت أن وقت ساعة الإجابة هي آخر ساعة بعد العصر.
مقدار الساعة المذكورة في الحديث ليست هي الساعة المعروفة المحددة المقدرة المعروفة لدينا وإنما هي جزء من الوقت.
قال ابن العربي: ” (ساعة) يقتضي جزءًا من اليوم غير مقدر ولا معين، وبيان ذلك ما أشار إليه من تقليلها، ولو كانت مقدرة لما كان لتقليلها معنى”[المسالك في شرح موطأ مالك].
حيث ورد في رواية أبي هريرة السابقة في البخاري: وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
وأما وقتها فقد وردت الأحاديث بما يفيد أنها ليست في وقت واحد وإنما في أوقات مختلفة لذلك اختلف العلماء في تحديد وقتها، حتى كان البعض يتحرى اليوم كله لعله يصادف تلك الساعة.
قال ابن العربي: ” وقد كان في المسجد الأقصى بعض المريدين يعتكف يوم الجمعة من صلاة الصبح إلى الضحى ، وفي الجمعة الثانية من الضحى إلى الظهر ، وفي الجمعة الثالثة من الظهر إلى العصر ، وفي الجمعة الرابعة من العصر إلى المغرب .
فاستحسنت ذلك بحضرة شيخنا أبي بكر الفهري فقال لي: ومن أين تعلم أنها تحصل له ولعلها تنتقل انتقال ليلة القدر “[القبس في شرح موطأ مالك بن أنس].
قال ابن العربي أيضا: ” والذي عندي فيها أنها في يوم الجمعة كله، وأنها مبهمة فيه، كليلة القدر والصلاة الوسطى، لكي يجتهد الناس فيها بالدعاء والصلاة، والله أعلم “.[المسالك في شرح موطأ مالك].
وقال المنذري: ” وَأما تعْيين السَّاعَة فقد ورد فِيهِ أَحَادِيث كَثِيرَة صَحِيحَة وَاخْتلف الْعلمَاء فِيهَا اخْتِلَافا كثيرًا “[الترغيب والترهيب].
وقال السيوطي: ” وقد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في هذه الساعة على أكثر من ثلاثين قولًا “[نور اللمعة في خصائص الجمعة].
الحكمة في عدم تعيينها حث العباد على الاجتهاد في اليوم كله للوصول إليها، كما أبهم ليلة القدر؛ ليجتهد العباد الشهر كله.
قال السيوطي: ” والحكمة في إخفائها بعث العباد على الاجتهاد في الطلب ، واستيعاب الوقت بالعبادة ، وقيل: أنها تنتقل في يوم الجمعة ، ولا تلزم ساعة بعينها “[نور اللمعة في خصائص الجمعة].
للاطلاع على المزيد: