ينبغي علينا أن نعرف خطورة معرفة الثقافات الأخرى قبل التشبع بالإسلام لأن هذا يشكل خطرا كبيرا على دين المسلم ويؤثر على اعتقاده.
الوقوف على ثقافات الأمم الأخرى
الأصل في المسلم أن يتعمق أولا في معرفة دينه ليكون حصانة فكرية ضد الأفكار المنحرفة والآراء الهدامة، ثم بعد ذلك يبحث في ثقافات الأمم الأخرى.
أما من يتعمق في ثقافات الأمم الأخرى قبل أن يتعمق في دينه يقع حتما في براثن تلك الأفكار ويكون أسيرا لها.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: ( أن عمر بن الخطاب أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- فغضب فقال :
أمتهوكون] متحيرون في الإسلام [ فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به.
والذي نفسي بيده لو أن موسى -صلى الله عليه وسلم- كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني)[أحمد]
قال القاري: “هل أنتم متحيرون في دينكم لا تعرفونه حتى تأخذوه عن غير نبيكم ، لقد جئتكم بها واضحة ظاهرة صافية خالصة ، فهي مصونة من التبديل والتحريف ، خالية من التكاليف الشاقة وأشار إلى أنه أتاهم بالأعلى والأفضل ، ولو كان موسى حياً لاتبعني فكيف بكم. مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح بتصرف.
التحصن بالإسلام اولا
من الواجب على المسلم ألا يتشبع بثقافات الأمم الأخرى إلا بعد أن يتشبع بثقافته الإسلامية، لأن جعل المسلم بدينه يجعله عرضة للانحراف والوقوع في براثن الإلحاد، فكما يقولون : الإنسان عدو لما يجهل .
قصة منجم الذهب
ماذا لو كان الإنسان يملك منجما كبيرا من الذهب لكنه لا يدرى ما معنى ذهب ولا ما هي قيمة الذهب ولم يستطع أن ينتفع منه بشيء، لو كان كذلك لباعه بثمن بخس والسبب في ذلك هو أنه لا يعرف قيمة هذا المنجم.
هذا مثل لهؤلاء الذين يلهثون وراء الأفكار هنا وهناك ولا يدركون حقيقة الإسلام الذي أكرمهم الله به، إنهم لمّا جهلوا قيمة دينهم وحقيقته خافوه وعابوه وصاروا أعداء ألداء له.
لقد كان المشركون يدركون أنه ليس بين الإنسان وبين أن يتمسك بالإسلام إلا أن يعرفه، لذا كانوا أشد الناس حرصا على ألا يسمع الناس شيئاً من القرآن، يقول الله تعالى وهو يحكي حالهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) .
التربية العقائدية للأبناء
ترك الأبناء دون تنشئة صحيحة على العقيدة الإسلامية من الأسباب التي تؤدي لانتشار الإلحاد، فحال غالب البيوت أن آدم يحرث وحواء تغزل وليس للأبناء أحد يقوم على تغذية روحهم بتعاليم الإسلام وعقيدته.
ويتولى دور التربية والتغذية الروحية وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي بها الكثير من الغث والقليل من السمين.
لقد كان من منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقوم بالتنشئة الصحيحة للأبناء ويغرس العقيدة في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم.
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : ( كنت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال : يا غلام ، إني أعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف )[الترمذي].
احفظ الله في أمره وهيه يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات ، وفي الآخرة من أنواع العقاب ، وراع حق الله وتحر رضاه حتى يحفظك الله من مكاره الدنيا والآخرة ، وإذا أردت السؤال فاطلب مِن الله وحده هو القادر على الإعطاء والمنع ودفع الضرر وجلب النفع ، وإذا أردت الاستعانة في الطاعة وغيرها من أمور الدنيا والآخرة فاستعن بالله .[تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي]
فهذا درس من دروس العقيدة يلقنه رسول الله لابن عباس وهو غلام صغير ، فَرَبْط الطفل منذ نعومة أظفاره بالله والقرآن أصل من أصول الإسلام .
قال السيوطي : تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام ، فينشئون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال . [موسوعة التربية النبوية للطفل].
نوافذ الإلحاد
هناك الكثير من النوافذ التي دخل منها الإلحاد إلى العالم الإسلامي منها:
الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)
الانترنت عالم مليء بالأفكار والآراء المتباينة خاصة شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديوهات وغرف الدردشة وهذه وسائل مفتوحة أمام الجميع.
القنوات الفضائية والموجات الإذاعية
عالم المرئيات المتمثل في القنوات الفضائية وعالم المسموعات المتمثل موجات الأثير كل هذه وسائل يمكن أن ينفذ الإلحاد لعالمنا الإسلامي من خلالها.
الكتب والمجلات والنشرات
هناك مؤسسات تتبنى مثل هذه المواد الإلحادية ، وتقوم على طبعاتها بوسائل الطباعة المختلفة الفاخرة ، وتقوم بتوزيعها بالمجان من أجل أن يوصلوا هذا الإلحاد إلى من ليس عندهم القدر الكافي من المعرفة عن الإسلام.
اقرأ المزيد: