الأخلاق الحسنة هي الغاية التي من أجلها بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليتمم للناس مكارم الأخلاق، وهذا يبين لنا قيمة حسن الخلق والآثار المترتبة على غياب الأخلاق.
حسن الخلق
حسن الخلق من الغايات الأساسية التي جاء الإسلام من أجل والتي من أجلها بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.
عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ). قَالَ: زِدْنِي. قَال َ: (أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا). قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: (خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ).
ما يترتب على حسن الخلق
عندما يسود جو الاحترام والتحاب بين الناس والأخلاق الحسنة سيترتب على ذلك الكثير من الآثار الإجابية بين الناس منها أن يكون المجتمع مترابطا ومتحابا وأن يسود جود المحبة والرحمة بين الناس جميعا.
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ الترابط بين الناس جميعا
من الآثار المترتبة على انتشار الأخاق الحسنة بين الناس أن ترى الناس متآلفين متعاونين كأنهم جسد واحد يشعر غنيهم بفقيرهم وقويهم بضعيفهم.
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ، وَتَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى)
رفع الظلم عن المظلوم
عندما يسود جو الاحترام والمحبة بين الناس سترى هذا المجتمع ليس فيه مظلوم وليس فيه مكروب.
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ)
الأخوة بين المسلمين
الأخوة الإسلامية أقوى من أخوة النسب في الإسلام ولتك الأخوة نتيجة للالتزام بتعالم الله.
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
الآثار المترتبة على غياب الأخلاق
إذا غابت الأخلاق الحسنة بين الناس ترتب على ذلك الكثير والكثير من المفاسد والتي سيترتب عليها انتشار الفساد والطغيان بين الناس.
قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)
وعن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟ كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ)
قال الصنعاني: ” كل ضعيف عن أذى الناس، أو عن المعاصي، يستلزم الخشوع والخضوع بقلبه وقالبه. متضعَّف المراد أن الناس يستضعفونه ويحتقرونه.
وفي علوم الحديث للحاكم أن ابن خزيمة سئل عن الضعيف ؟ قال: الذي يُبرئ نفسه من الحول والقوة في اليوم عشرين مرة. ألا أخبركم بأهل النار كل عتل، الجافي”
قال القاضي عياض: “قال أحمد بن عبيد: الجواظ: الجموع المنوع. قال غيره: الكثير اللحم، المختال فى مشيته. وأما العتل فقيل: هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل.
قال القاضي: وفى كتاب العين: العتل: الأذل، وكذلك الجواظ. وقال ابن دريد: الجواظ: الجافي القلب”