حسن الجوار في الإسلام

حسن الجوار في الإسلام

من محاسن الأخلاق التي أوجبها الله علينا أن يحسن المسلم لجاره، فلا يؤذيه بلسانه ولا بيده.

من محاسن الأخلاق التي أوجبها الله علينا أن يحسن المسلم لجاره، فلا يؤذيه بلسانه ولا بيده.

عقوبة إيذاء الجار

هؤلاء الذين يتطاولون على الناس بألسنتهم بالخوض في أعراضهم، وتمتد أيديهم لهم بالأذى حكم عليهم رسول الله حكما شديدا فقال: (واللهِ لا يُؤْمِنُ، واللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ). قيلَ:
وَمَنْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: (الَّذِي لا يأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ).

وهذا معناه أن رسول الله يبين لنا أن إيمان هؤلاء لا يكمل ويظل في نقصان طالما أنهم لم يراعوا حق الجيران، وهذا النقصان يكون سببا في الحرمان من الجنة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه).

الجار المؤذي

الجار الذي يتسبب في إيذاء جيرانه يجلب لنفسه اللعن والدعاء عليه لأنهم عندما يعجزون عن أخذ حقوقهم منه يدعون عليه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَشَكَا إِلَيْهِ جَارًا لَهُ، فقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (اصْبِرْ) ثُمَّ قَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ: (اطْرَحْ مَتَاعَكَ
فِي الطَّرِيقِ) فَفَعَلَ قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ وَيَقُولُونَ مَا لَكَ فَيَقُولُ آذَاهُ جَارُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَعَنَهُ اللَّهُ فَجَاءَهُ جَارُهُ فقَالَ: رُدَّ مَتَاعَكَ لَا وَاللَّهِ لَا أوذيك أبدا).

المفلس يوم القيامة

إن جانب الأخلاق في الإسلام مثله كمثل جانب الإيمان والفرائض، فمن يهمل جانب الإيمان أو الفرائض يعرض نفسه لغضب الله وعقابه، ومن يهمل جانب الأخلاق يأتي يوم القيامة مفلسا عاريا من الحسنات، لأنه اساء لفلان وفلان فيأتي كل هؤلاء فيأخذون حقوقهم بالحسنات فإذا فنيت حسناته أخذوا حقوقهم بأن يعطوه من سيئاتهم.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أتدرون من المفلس؟) قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا،

فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار).

عقوبات الله

هذه العقوبات التي وضعها الله للمخالفين لأوامره ليست مجرد قوانين يستطيع الإنسان أن يخرقها ولا أن يفلت من العقاب عليها؛ لأن القائم على تنفيذ تلك العقوبات هو الله، فلا تغتر بإمهال الله لك، فقد يمهلك الله في الدنيا من أن أجل أن تتوب وتعود لكنك إذا تماديت أخذك أخذ عزيز مقتدر، ولن تستطع الرجوع إلى الدنيا لتصلح ما فاتك فيها قال الله: (حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ‌ٱرۡجِعُونِ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *