المساجد بيوت أدب ووقار وطهارة

المساجد بيوت أدب ووقار وطهارة

إن المكان والزمان ينالان شرفهما بذكر الله -عز وجل- فيهما، وإن من أشرف الأماكن المساجد لأنها بيوت أدب ووقار وطهارة

إن المكان والزمان ينالان شرفهما بذكر الله -عز وجل- فيهما، وإن من أشرف الأماكن المساجد لأنها بيوت أدب ووقار وطهارة

سبب شرف المساجد

وأن المكان الذي يجعلك تذكر الله إذا كنت غافلا عن ذكره هو أفضل الأماكن عند الله، وهذا هو المسجد الذي لا يدخله إلا وذكر الله فيه.

أبغض الأماكن في الأرض

أما المكان الذي يجعلك تنسى ذكر الله وتقبل فيه على دنياك وتنسى فيه آخرتك فهذا المكان هو أبغض الأماكن إلى الله -عز وجل-.

وهذا هو حال الأسواق في الأرض، فهذه الأسواق إنما يدخلها الانسان راغبا في ربح الدنيا، وربما يتوصل إلى هذا الربح بالأيمان الكاذبة من أجل ذلك كانت هذه الأماكن هي أبغض الأماكن إلى الله تعالى.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌أحب ‌البلاد ‌إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها).

فضل المساجد

فهذه المساجد هي بيوت أدب ووقار على المسلم إذا دخل بيتا من بيوت الله -عز وجل- أن يلتزم فيها الأدب والوقار، وأن يكظم فيها غيظه فلا يرفع صوته على أخيه؛ لأن هذا إنما هو تعظيم لله الذي يتلى كلامه فيه وتوقير للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تتلى أحاديثه فيه.

آداب النصح

أيها الناصح إذا نصحت أخاك في بيت الله فكن هينا لينا أيها المنصوح اقبل النصيحة ولا تتكبر. تآلفوا ولا تتفرقوا.

آداب المساجد

هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من اللغو ولا الرفث إذا كان الله حرم علينا اللغو والرفث في خارج المسجد، فإن هذا يكون أشد وأعظم جرما في بيت الله؛ لأن هذا يعتبر نوعا من التعدي على الله في بيته، هذه المساجد هي بيوت طهر ونظافة، ينبغي على المسلم أن يكون حريصا على طهارة ونظافة هذا البيت.

حديث الأعرابي الذي بال في المسجد

يروي أنس بن مالك -رضي الله عنه- فيقول: بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (‌مه ‌مه). قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزرموه، دعوه، فتركوه حتى بال) ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه)[مسلم]

تخيلوا وتأملوا في هذه الجريمة التي يقوم بها هذا الأعرابي يبول في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي تساوي الصلاة الواحدة فيه ألف صلاة سواه ويبول في المسجد وفيه رسول الله وأصحابه، واشتد هذا الأمر على الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى كادوا أن يدفعوا الرجل لأن يحبس بوله، لكن تأملوا في موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يمنع أصحابه من أن يدفعوا الرجل ليحبس بوله.

قال لهم: (لا تزرموه اتركوه). خوفا من النبي -صلى الله عليه وسلم- على الرجل هذا الرجل لم يفعل ما فعل استخفافا بمسجد النبي، ولا استخفافا برسول الله، وإنما فعل ذلك جاهلا فالجاهل ينبغي أن نرفق به وأن نعلمه، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

حفظ رسول الله نفس الرجل من الهلاك الرجل ما ينفعه وعلم الحاضرين هذا مثل في الرفق في التعليم ينبغي علينا أن نتعلمه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن نضع لمن يخطئ احتمالا أن يكون جاهلا فيما فعل، ويحتاج لأن يعلم، هكذا علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مكانة بيوت الله

وهكذا علمنا رسول الله مكانة بيوت الله في الأرض وأنها بيوت ينبغي علينا تعظيمها وصيانتها وحفظها وأن نعلم أن عمارة هذه المساجد إنما يكون بذكر الله وطاعته وإقام الصلاة فيها.

أما هذه المشاحنات وهذه الملاسنات وهذه الأصوات التي تعلوا هنا وهناك فليس فيها توقير لبيت الله وليس فيها تعظيم لله عز وجل وقد أمرنا الله بتعظيمها بأن نعظمها ونطهرها عن لغو القول والفعل وأن نطهرها عن الأنجاس والأرجاس فقال الله: (‌فِي ‌بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُ)

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *