المساجد بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة للقرآن

المساجد بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة للقرآن

المساجد بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة للقرآن لذلك لما هاجر رسول الله من مكة إلى المدينة نزل أول ما نزل على بني عمرو بن عوف وكان أول عمل قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو بناء مسجد قباء.

مسجد قباء

هو المسجد الذي قال الله فيه: (‌لَّمَسۡجِدٌ ‌أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ).

أول جمعة صلاها رسول الله

ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجمعة وكانت أول جمعة صلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن رسول الله لم يتمكن من جمع أصحابه في مكة والصلاة بهم.

بناء مسجد المدينة

ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوجها إلى البلدة الطيبة طيبة، وكان أول عمل قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو بناء المسجد النبوي.

أهمية المساجد في الإسلام

كل هذا إن دل على شيء فإنما يدلنا على فضل المساجد في الإسلام، فإن المسجد للمجتمع المسلم مثله كمثل الروح للجسد.

شرف المساجد في الأرض

لقد شرف الله تعالى هذه البقاع في الأرض، ونسبها الله تعالى إلى نفسه؛ ليدلنا على مكانة وشرف هذه الأماكن على غيرها، فقال الله -عز وجل-: (وَأَنَّ ‌ٱلۡمَسَٰجِدَ ‌لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا).

فبين الله عز وجل لنا أن هذه المساجد وضعها الله تعالى للعباد في الأرض من أجل عبادته وطاعته وذكره وتسبيحه.

وظيفة المسجد

هذه المساجد لا يصلح فيها شيء مما يكون بين الناس من أمور الدنيا، ينبغي علينا جميعا أن نترك خلافاتنا وشقاقنا فيما بيننا في خارج المسجد، فاذا دخلنا بيتا من بيوت الله -عز وجل- وجب علينا أن تتآلف قلوبنا وأن يكظم كل واحد منا غيظه.

هذه المساجد ليست مكانا للخلاف ولا للنفاق، هذه المساجد ليست للمناوشات السياسية فيما بيننا وليست للخلافات الدينية.

إنما هذه المساجد جعلها الله لنا لتتآلف فيها قلوبنا ولنتخلص فيها من أغلال هذه الدنيا، وليصل الإنسان فيها حباله بحبال السماء.

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا بلغه أمر عن أحد من الناس كان يلمح ولا يصرح فيقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.

فليس الغرض هو إظهار الأسماء وإحراج الناس إنما الغرض هو تعليم الناس وتنبيههم على الخطأ الذي وقعوا فيه.

عمارة المساجد

إن عمارة مساجد الله -تعالى- لا تكون بتلك المشاحنات إنما عمارة بيوت الله تعالى تكون بتعظيمها، وتطهيرها عن اللغو في الأقوال والأفعال وتطهيرها عن الأنجاس والأرجاس،

فإن الله تعالى أمرنا برفعها فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ ‌أَن ‌تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ).

رفع هذه البيوت لا يكون برفع بنائها وإنما يكون بتعظيمها وتطهيرها، ويكون بذكر الله -عز وجل- فيها.

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ ‌أَن ‌تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ * رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ).

وهنا خص الله -تعالى- الرجال بالذكر دون النساء لأن حضور هذه الجماعات إنما هو واجب على الرجال، وسنة في حق النساء، فصلاة المرأة في قعر بيتها أفضل من صلاتها في  المسجد.

عمارة بيوت الله تعالى تكون بذكر الله وطاعته وإقام الصلاة فيها، (إِنَّمَا ‌يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ).

السعي في خراب بيوت الله

ليس هناك أحد أظلم من هؤلاء الذين يسعون في خراب بيوت الله بمنع ذكره وإقامة الصلاة فيها، فإن الله -عز وجل- قال: (وَمَنۡ أَظۡلَمُ ‌مِمَّن ‌مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ).

إذا كان أظلم الناس هم من يسعون في خراب بيوت الله ومنع ذكره فيها، فإن أقرب الناس إلى الله عز وجل هم الذين يسعون لعمارة مساجد الله بذكر الله -عز وجل- فيها.

المساجد مهبط الملائكة ومحل السكينة

هذه المساجد جعلها الله تعالى مهبطا للملائكة في الأرض هذه المساجد هي الأماكن التي تنزل فيها السكينة من الله والرحمة. فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)

فمجالسكم هذه التي تستمعون فيها إلى الذكر وإلى القرآن إنما هي مجالس تنزل عليها من الله السكينة والرحمة، وهي مجالس تحفها ملائكة الله -عز وجل- وهي مجالس يذكرها الله عنده هذه المجالس يباهي الله تعالى بها ملائكته.

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرج ‌معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: ‌جلسنا ‌نذكر ‌الله قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال:

ما أجلسكم؟ قالوا: ‌جلسنا ‌نذكر ‌الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم،
ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة)[مسلم]

هذه هي بيوت الله تعالى جعل لها من الفضائل والمكارم ما ليس لغيرها، هذه البيوت هي مهبط ملائكة الله في الأرض.

هذه البيوت هي موضع الرحمات؛ لأن هذه البيوت هي التي يتقرب فيها الإنسان إلى الله يقبل على آخرته ويعرض عن دنياه.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *