المدارس الفلسفية وظهور الإلحاد

المدارس الفلسفية وظهور الإلحاد

كان للعديد من المدارس الفلسفية دور كبير في ظهور الإلحاد بزخرفة الباطل من القول

كان للعديد من المدارس الفلسفية دور كبير في ظهور الإلحاد بزخرفة الباطل من القول، من هذه المدارس: العلمانية ، والماركسية ، والبرجماتية ، والداروينية وغيرها من المذاهب.

موقف المدرسة العلمانية من الإلحاد

الترجمة الصحيحة لكلمة العلمانية secularism تعني اللادينية أو الدنيوية، فهي تدعوا الناس لإثامة الحياة على العلم والعقل فقط.

“هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ، ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين ، وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بالعلم .. . وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.. . ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقائه حبيسا في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه ، فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما”. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصر.

مذهب البرجماتية والإلحاد

هذا المذهب يقوم على أساس المصلحة فما فيه منفعة للإنسان يكون هو الحق واليقين وما ليس فيه مصلحة لا يكون له قيمة.

فمذهب البرجماتية أو الذرائعية يقول : “بأن الحقيقة توجد في جملة التجربة الإنسانية لا في الفكر النظري.. . وأن صدق قضية ما هو في كونها مفيدة للناس”. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصر (2/832) . والجانب الأخلاقي في التشريع الجنائي الإسلامي (1/19). وهذا معناه أن لغة المصلحة هي المنهج الذي يعيش به الإنسان .

الشيوعية والإلحاد

من المذاهب التي نشرت الإلحاد بين الناس وإنكار وجود خالق للكون والإنسان هو المذهب الشيوعي، وتعريفه: “مذهب فكري يقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء”. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصر (2/919) . الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (2/34) .

وقال ماركس : “رسالة الطبقة العاملة القضاء على الدين والمتدينين والداعين إليه … وقال إنجلز : لا مكان لوجود الله. وقال هوبز : لا وجود لله…

وقال ستالين : نحن ملحدون ، ونحن نؤمن بأن فكرة الله خرافة، ونحن نؤمن بأن الإيمان بالدين يعرقل تقدمنا ، ونحن لا نريد أن نجعل الدين مسيطراً علينا لأننا لا نريد أن نكون سكارى. الذاتية الإسلامية وموقفها من الإلحاد الشيوعي (25 ، 26 ، 27)

الداروينية والإلحاد

من الأفكار التي قامت عليها الداروينية أن الكون مادة وأنه نشأ من خلية في متنقع آسن.

فالداروينية : “تتكلم عن النشوء والارتقاء وأن أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين وقد تطورت هذه الخلية ومرت بمراحل منها القرد انتهاء بالإنسان”. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصر (2/925) .

التحذير من الأقوال الخادعة

هناك الكثير من المدارس المادية التي تصل بالإنسان في نهاية المطاف إلى الإلحاد وإنكار وجود الله، وهم يحاولون أن يوهموا الناس أنهم يعتمدون على العقل والعلم وهم في الحقيقة لا العقل أعملوا ولا على العلم اعتمدوا، وهذا هو ما حذرنا القرآن منه فقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ).

طلب الدليل والبرهان

حذرنا القرآن من السير وراء الأقوال المرسلة التي لا دليل عليها ولا برهان، فقال الله: ( أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).

فهل يمكن لعاقل بعد كل هذه الاكتشافات العلمية المذهلة في هذا الكون وما فيه من الانتظام الدقيق والتوازن العجيب، أن يؤمن بأن هذا الكون بلا خالق أو أن هذه المادة الجامدة تطورت حتى وصلت إلى خلق هذا الإنسان المعقد الخلق المعجز في تصميمه، وهل يمكن للعدم أن يُوجِد؟

قال تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) . فالعلم خير شاهد على وجود الله.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *