القلب ملك الأعضاء وأمير البدن، فقلب الإنسان هو أمير البدن وبقية الأعضاء تابعة له، وهذا معناه أن الأشياء في هذه الدنيا ليست كلها على درجة واحدة، فهناك أشياء لا فرق بين وجودها وعدمها، وهناك المهم، وهناك الأهم.
حياة القلب حياة لبقية الجوارح
بحياة قلب الإنسان تحيا معه جميع الأعضاء، وبموته تموت معه كل الأعضاء، فإن صلح أمر القلب صلحت معه بقية الأعضاء، وإن فسد أمره فسدت بسببه جميع الأعضاء؛ لأن القلب هو المسئول عن حياة الإنسان من الناحية المادية والمعنوية.
حياة القلب حياة للبدن من الناحية المادية
القلب هو المسئول عن حياة البدن من الناحية المادية؛ لأنه العضو الأساسي الذي تكون به حياة الأعضاء؛ فهو الذي يضخ الدم بشكل منتظم عبر الأوعية الدموية، والدم بدوره يزود الجسم بالأوكسجين والمغذيات، وإذا توقف هذا القلب توقف ضخ الدم للجسد وفقد الإنسان حياته.
حياة القلب حياة للبدن من الناحية المعنوية
والقلب هو المسئول عن حياة الإنسان من الناحية المعنوية؛ وذلك لأن القلب هو محل الإيمان والكفر، والحب والبغض، واللين والقسوة، والجوارح تتصرف تبعا لما هو موجود في القلب.
لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ)]البخاري.[
القلب ملك الأعضاء
فالْقلب هو ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده، فمَتى صلَح الملك صلَحت الرّعية، ومتى فسد الملك فسدت الرعية،
القلب السليم
لا ينفع الإنسان عند الله إلا القلب السليم؛ لأن الله تعالى يقول: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). والقلب السليم هو القلب الخالي من الشرك والشك والنفاق والكفر.
لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)[أحمد]. وهذا معناه أن الجوارح لا تستقيم في أعمالها إلا باستقامة القلب.