السلوك الجنسي القائم على الرهبنة

السلوك الجنسي القائم على الرهبنة

عندما نتأمل في السلوك الأول وهو السلوك الجنسي الذي يقوم على كبت هذه الغريزة

عندما نتأمل في السلوك الأول وهو السلوك الجنسي الذي يقوم على كبت هذه الغريزة سنجد أن الذين بدؤوا أو من الذين بدؤوا هذا السلوك الأحبار والرهبان الذين تركوا الناس واعتزلوهم
وتركوا النساء وحاولوا أن يحاربوا تلك الشهوات.

موقف الأحبار والرهبان من الشهوة

نذروا على أنفسهم ألا يستجيبوا لشيء من هذه الشهوات لكنهم لم يستطيعوا أن يوفوا بهذا النذر الذي نذروه على أنفسهم. وهو أمر لم يأمرهم الله تعالى به ولم يوجبه عليهم، إنما قبله الله تعالى منهم من أجل أن يزيدهم عليه ثوابا.

لكن القليل منهم هم الذين التزموا بما نذروه والأكثرون خرجوا عما ألزموا أنفسهم به وهذا هو قول الله تعالى: (‌وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ)

موقف الإسلام من الرهبنة

كانت هناك محاولة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لاعادة إنتاج هذا السلوك مرة أخرى، وهذا إن دل على شيء فإنما يؤكد لنا أن سلوك الانسان إنما هو سلوك واحد لا يتغير.

وهذا الأمر إنما كان من جماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أرادوا أن يزدادوا قربا من الله تعالى.

فذهبوا إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليسألوا عن عبادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيته.

فهم قد رأوا عبادات النبي -صلى الله عليه وسلم- في خارج البيت لكن أرادوا أن يعرفوا ما يفعله رسول الله في داخل بيته، فلما أُخبروا كأنهم تقالوها أي كأنهم عدوها قليلة فقالوا: وأين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أرقد.
وقال الآخر: وأما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر.

وقال الثالث: وأما أنا فأعتزل النساء فلا أتزوج.

فلما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما وإني أخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصلي وارقد، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.

إذا هذا الفعل الذي كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يريدون فعله إنما كان يعتبر نوعا من مخاصمة هذه الدنيا.

والاسلام لا يريد منا أن نخاصم الدنيا وإنما يريد منا أن نتفاعل مع هذه الدنيا ونجعلها سببا لقربنا من الله عز وجل.

لذلك منع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الأمر وقال: فمن رغب عن سنتي فليس مني.

النهي عن الاختصاء

ويروي لنا عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- فيكون كنا في غزاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس لنا نساء.

فقلنا: يا رسول الله ألا نستخصي؟ فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إذا السلوك الجنسي الأول الذي يقوم على كبت هذه الغريزة وهذه الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها إنما هو سلوك متكرر يتكرر مع الإنسان، لكن الإسلام لم يقبل هذا السلوك ورفضه رفضا باتا.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *