الرد على بعض شبهات الملحدين

الرد على بعض شبهات الملحدين

هناك الكثير من الشبهات التي يتعلق بها هؤلاء الملاحدة ليؤكدوا على فكرة إلحادهم وليوهموا الناس أن عندهم شيء من الأسس العقلية

هناك الكثير من الشبهات التي يتعلق بها هؤلاء الملاحدة ليؤكدوا على فكرة إلحادهم وليوهموا الناس أن عندهم شيء من الأسس العقلية التي يعتمد عليها إلحادهم.

إذا كان الله موجوداً فلماذا لا نراه

كثيراً ما يزينون كلامهم بمثل هذا الكلام الذي لا منطق فيه فيقولون : كل ما أراه موجود ، وكل ما لا أراه ليس موجوداً .

الدليل على وجود العقل

وهذا كلام لا يؤيده الواقع بل يناقضه إذ لو كان حقيقة لأنكرنا أنفسنا فمن منا يرى عقله لا أحد ، لكننا نشعر بآثار هذا العقل ، نتصرف تصرفات منضبطة ونتحرك تحركات سوية ، فهذه هي الآثار التي دلتنا على وجود هذا العقل فينا ،

الدليل على وجود الروح

من منا رأى روحه ومن منا يعلم شيئاً عنها وعن شكلها أو طبيعتها لا أحد لكن ما الذي أكد لنا وجود هذه الروح هو الأثر المترتب على وجودها وهو حياتنا وحركاتنا وسكناتنا ، إذا فهذه أشياء لم نرها ولكننا نجزم بوجودها بالرغم من عدم رؤيتنا لها لأننا وجدنا آثارها ، فإذا كنا عجزنا عن رؤية مخلوق ضعيف فهل نقدر على رؤية خالق هذا الكون وهو الله وأن نكتفي برؤية آثار قدرته وعظمته في كونه .

وهذا هو المعنى الذي عبر عنه الأعرابي حينما سئل عن الدليل على وجود الله فاستدل على وجوده بآثار قدرته فقال :

” البعرة تدل على البعير ، والسير يدل على المسير ، فكيف لا تدل سماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج على اللطيف الخبير ” .فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد (1/187) .

فكل فعل لابد له من فاعل ، وكل مصنوع لابد له من صانع .

الدليل على وجود التيار الكهربائي

التيار الكهربائي من رآه ؟ لا أحد لكننا نجد آثاره ، إذا لمسناه أصابتنا رعشة شديدة فبذلك نعرف أن السلك به تيار كهربائي ، وإذا أضاء المصباح عرفنا أن السلك به تيار كهربائي ، فهذا التيار لم نراه وإنما آمنا بوجوده لوجود الآثا التي دلت عليه ، فاستدللنا على وجود الشيء عن طريق آثاره، وهذا هو المنهج الذي أمرنا الله أن نستخدمه في الاستدلال، قال تعالى : ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ) .

القول بأزلية المادة وأبديتها

يقولون بأن المادة أزلية لا بداية لها ولا نهاية ، وأي عالم غيبي غير مادي لا وجود له ولا يمكن أن يوجد . هذا المنهج الذي يتكلمون به ليس منهجا جديداً وإنما هو منهج قديم سبقهم إلى التفكير به أناس آخرون فقالوا بأن الذي يؤثر في الإنسان هو الطبيعة أو عنصر الزمن وهؤلاء يسمون بالدهريين قال الله عنهم : ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) .

فليس هناك ما يؤثر غير الدهر ، لقد آمن هؤلاء بالمادة واعتقدوا أن المادة هي الأساس الذي يؤمنون به ، ولا مجال للإيمان بالغيبيات وقصروا إيمانهم على متع الحياة كما فعل السابقون قال الله تعالى عنهم : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) .

قانون الديناميكا الحرارية

فمن أدلة عدم أزلية المادة ( قانون الديناميكا الحرارية ) : ومعناه أن مكونات المادة تفقد حرارتها تدريجيا وأنها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه الأجسام تحت درجة حرارة بالغة الانخفاض هي الصفر مثلاً وساعتها تستحيل الحياة وهذا يدل على أن المادة لها نهاية محتومة ستصير إليها .

تحطم الشموس

كذلك قانون ( تحطم الشموس ) : ومعناه أن ذرات الشموس تتحطم في قلبها المرتفع الحرارة جداً وبواسطة هذا التحطم تتولد هذه الطاقةالتي لا مثيل لها فكل يوم يمر بل كل لحظة تفقد جزءاً ولو يسيراً من كتلتها وهذا يعني أنها سيأتي عليها سيأتي عليها يوم تفنى فيه ،

كذلك ( جون كليفلاند كوتران ) عالم الكيمياء والرياضيات يقول : تدلنا الكيمياء على أن بعض المواد على سبيل الزوال والفناء ، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة ، وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية . أليست هذه القوانين تؤكد على أن الكون كله إلى فناء وهذا هو ما قاله القرآن : (كل شيء هالك إلا وجهه). بتصرف واختصار وزيادة من شبهات وردود إعداد موقع الكاشف.

النظرية الداروينية

هذه النظرية تفسر أصل وجود الكون تفسيراً مادياً فهم يرون أن السبب الذي أدى إلى وجود هذا الكون على هذا النحو الذي نراه هو الصدفة البحتة وأن المادة تطورت حتى وصلت إلى مرحلة الإنسان ،

وهذا أمر عجيب أن تتطور المادة التي لا إحساس فيها ولا عقل لها إلى أن تصل إلى أعقد الأشياء وهو الإنسان العاقل المفكر إن العلم يرفض هذا الفكر البدائي ولا يعترف به .

وهنا لابدّ أن يُعاد إلى الأذهان خبر المؤتمر الذي عقده ستة من علماء الحياة في كلٍّ من الشرق والغرب في نيويورك 1959م ،

وكان فيهم العالم الروسي (أوبارين) أستاذ الكيمياء الحيوية في أكاديمية العلوم السوفيتية ، أملاً في فهم شيء عن أصل الحياة ومنشئها على ظهر الأرض ، وإلى معرفة مدى إمكان إيجاد الحياة عن طريق التفاعل الكيميائي.

لقد قرر المجتمعون في نهاية بحوثهم بالإجماع : أن أمر الحياة لا يزال مجهولاً ، ولا مطمع في أن يصل إليه العلم يومًا ما ، وأن هذا السرّ أبعد من أن يكون من مجرد بناء مواد عضوية معينة وظواهر طبيعية خاصة.

ثم إن الحقيقة التي أجمع عليها العلماء حتى الآن – مسلمهم وكافرهم – أن العلم لا يدري إلى اليوم شيئًا عن الحياة والروح ، فهل تجميع الحرارة والحركة ينتج حياة بهذه البساطة؟ إن مما لا شك فيه أن كلاًّ من الحركة والحرارة من أبرز خصائص الحياة ، ولكن من المفروغ منه في قواعد المنطق أن خواص شيءٍ ما ليست تعبيرًا عن الجوهر الذاتي الذي يقوم به؛

فالماء مثلاً في حالة الغليان يتصف بكلٍّ من الحركة والحرارة ، وهكذا أن الحركة والحرارة خصيصتان من خصائص الحياة الدالة عليها كالأيدروجين والكربون والأوزون والأوكسجين ، وغير ذلك من عناصر الحياة الأساسية ، أما جوهر الحياة ذاته فشيء آخر لا يقف عليه إنسان . شبهات وردود من موقع الكاشف .

لقد كشف القرآن عن هذا وبين أن هذا الشيء المجهول ليس إلا مخلوقا لله تعالى فقال : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).

كما بين جل وعلا في موضع آخر فقال : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير ) .

هل الحياة نشأت بمحض الصدفة

أما ادعاء أن الحياة نشأت بمحض الصدفة ، فهذا معناه أن الحياة نشأت بدون خالق وأمر الصدفة قد يكون مقبولا في شيء حدث مرة وانتهى ؛ لأن الصدفة في الغالب لا تتكرر ، لكن أن نجد هذا الكون منذ ملايين السنين يسير بهذا النظام المحكم العجيب ، وهذه المجرات و الكواكب والنجوم وهذا النظام العجيب الدقيق المحكم الذي لا يعتريه أي خلل لا يمكن أبداً أن يكون وليد المصادفة ،

وخلق الإنسان على هذا النحو من الإعجاز يؤكد استحالة كون الصدفة هي التي أوجدته ، خاصة بعد ما كشفه العلم الحديث عن تكوين الإنسان من أشياء لم يكن يعرف عنها شيئاً وقد لفت القرآن الأنظار إلى هذا الإعجاز فقال : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) .

” فإن عالم الرياضات والفلك البريطاني الشهير،فريد هويل يعترف بإستحالة كون الصدفة سبباً في نشأة هذه الحياة ، حيث يقول : “فإن إحتمالية كون هذه الحياة قد نشأت بطريقة عشوائية ، إنما متناهية الضآلة – بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني- إلي الحد الذي يرجح سخافة ومنافاة هذه الإحتمالية للعقل البشري ” . أسباب تعارض نظرية داروين مع القرآن هارون يحيى صـ 11.

” وكذلك مما يبطل نظرية الصدفة في إيجاد الأشياء أن البروتينات من المركبات الأساسية في جميع الخلايا الحية ، وهي تتكون من خمسة عناصر هي : الكربون والأيدروجين ، والنيتروجين ، والأكسجين ، والكبريت ، ويبلغ عدد الذرات في الجزء الواحد (40) ألف ذرة ،

ولمَّا كان عدد العناصر الكيماوية في الطبيعة (92) عنصرًا موزعة بقدر معلوم ، فإن احتمال اجتماع هذه العناصر الخمسة لكي تكون جزئيًا واحدًا من جزئياتِ البروتين يمكن حسابه لمعرفة كميات المادة التي ينبغي أن تخلط خلطًا مستمرًا لكي تُؤلِّف هذا الجزئي .

وقد حاول أحد العلماء حساب الفترة الزمنية التي يجب أن تستغرقها عملية خلط العناصر المذكورة هي (10) 243 سنة… .

معنى ذلك أنه قبل وجود الكون وما بعد أيامنا هذه بمليون سنة أمامه (239) صفر ، واشترط العلماء توفر مواد كونية تساوي حجم الكون مليون أمامه (431) صفر مرة ، فهل هذا معقول؟

كل تلك الأرقام المستحيلة يطلبها قانون الصدفة لتكوين جزئية واحدة من جزئيات الخلية الحية،.. . ألا يكفي خلق الإنسان من بلايين الخلايا الحية التي تحركها إشعاعة الحياة تلك النفخة الإلهية العظمى في المادة ، ألا يكفي هذا لكي يؤمن الملحدون بالخالق الواحد الأحد الفرد الصمد؟. شبهات وردود من موقع الكاشف

فكل هذا الإعجاز المدهش في خلية واحدة في جسد الإنسان من بلايين الخلايا يؤكد أن الكون له خالص خلق كل شيء وفق الحكمة قال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) .

ومع ذلك يؤكد الخالق أن هذا الشيء المذهل في خلق خلية في الإنسان وأن الإنسان كله ليس بالمخلوق الأكبر في هذا الكون بل هناك مخلوقات أكبر منه فقال عز وجل : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *