الجمع بين حديثي عائشة في نفي وإثبات صلاة الضحى

الجمع بين حديثي عائشة في نفي وإثبات صلاة الضحى

كيف نقوم بالجمع بين حديثي عائشة في نفي وإثبات صلاة الضحى، حيث وردت عنها حديث يثبت صلاة الضحى وآخر ينفي صلاة الضحى.

كيف نقوم بالجمع بين حديثي عائشة في نفي وإثبات صلاة الضحى، حيث وردت عنها حديث يثبت صلاة الضحى وآخر ينفي صلاة الضحى.

حكم صلاة الضحى وعدد ركعاتها

صلاة الضحى سنة مؤكدة، وأقلها ركعتان كما ورد في حديث أبي ذر، وأكملها ثمان ركعات كما ورد في حديث أم هانئ.

وقت صلاة الضحى

وقت صلاة الضحى من طلوع الشمس إلى زوالها وهو تعامد الشمس في وسط السماء، وهذا يكون قبل الظهر بوقت يسير. 

وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يصليها أحيانا؛ لفضلها ويتركها أحيانا؛ لئلا يظن الناس فرضيتها، أو لئلا يلتزم بها الناس فتفرض عليهم.

حديث عائشة في نفي صلاة الضحى

ورد من حديث عائشة -رضي الله عنها- ما يفيد أنها تنفي رؤيتها للنبي –صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى، وهذا الحديث يتنافى في ظاهره مع ما روته عائشة -رضي الله عنها- في موضع آخر، وما رواه غيرها من الصحابة: كأبي هريرة، وأبي ذر، وأم هانئ، وغيرهم من إثبات صلاة الضحى.

وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى) وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا.]رواه البخاري[

1 – قول عائشة -رضي الله عنها-: (ما رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسبح سبحة الضحى) يعنى أنها تنفي مواظبته على صلاة الضحى، وإعلانه بها بأن يصليها في المسجد أمام الناس.

2 – قول عائشة -رضي الله عنها-: (لم أره) يبين أن الذي نفته عائشة -رضي الله عنها- هو رؤيتها وليس نفي الصلاة، وهذا معناه أنه صلى الله عليه وسلم ربما لم يصل الضحى في بيته وهو عند عائشة إما لأنه كان في سفر، أو لأنه كان في المسجد، أو كان في بيت زوجة أخرى من زوجاته فقد كان عنده تسع بيوت، أو في حاجة أخرى في هذا الوقت.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: “وَعَدَمُ رُؤْيَةِ عَائِشَةَ لِذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِمُ عَدَمَ الْوُقُوعِ الَّذِي أَثْبَتَهُ غَيْرُهَا”.

3 – قول عائشة -رضي الله عنها-: (وإني لأسبحها) يؤكد أنها لا تنفي أصل الصلاة وإنما تنفي رؤيتها للنبي –صلى الله عليه وسلم- يصليها ولو كانت تقصد نفيها للصلاة أصلا لما كان لها أن تصليها أو أن تفعل شيئا لم يفعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

إثبات عائشة لصلاة الضحى

وأما الأحاديث التي وردت في بيان سنية صلاة الضحى فمنها ما ورد عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- حيث قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ).]رَوَاهُ مُسْلِمٌ[

رواية أم هانئ لصلاة الضحى

 ومنها ما ورد عن أم هانئ بنت أبي طالب –رضي الله عنها- أنها قالت: لما كان عام الفتح أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بأعلى مكة: (قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى غسله، فسترت عليه فاطمة ثم أخذ ثوبه فالتحف به، ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى)]رواه مسلم[

رواية أبي ذر لصلاة الضحى

 وما ورد عن أبي ذر –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يصبح على كل سلامى ]مفصل من مفاصل الجسد [ من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل
تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)
]رواه مسلم.[

فمفاصل جسد الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا هي التي يسرت للإنسان حياته لقيامه وجلوسه وطعامه وشرابه وركوعه وسجوده، لذا كان من من الواجب على الإنسان أن يشكر تلك النعمة بأن يتصدق عن كل مفصل من هذه المفاصل في صباح كل يوم، فإن لم يستطع فيكفيه أن يصلي ركعتي الضحى.

رواية أبي هريرة لصلاة الضحى

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ)]رواه البخاري[

وهذه الأحاديث التي سبق ذكرها منها ما يبين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحيانا كان يصلى أربع ركعات، وأحيانا يصلي ثمان ركعات، وأحيانا أمر بصلاة ركعتين، وهذا يدل على أن أكمل السنة في صلاة الضحى ثمان ركعات، وأقلها ركعتان، والأوسط أربع ركعات، وكلها سنة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *