التصور الخاطئ للحياة الزوجية

التصور الخاطئ للحياة الزوجية

هذه المشكلات الزوجية لها الكثير والكثير من الأسباب التي تؤدي لحدوثها.

هذه المشكلات الزوجية لها الكثير والكثير من الأسباب التي تؤدي لحدوثها.

التصور الخاطئ للحياة الزوجية

من هذه الأسباب التي تؤدي لحدوث تلك المشكلات هو هذا التصور الخاطئ لتلك الحياة الزوجية، وكما يقول العلماء: التصور الخاطئ ينتج عنه حكم خاطئ.
فإذا تصورت أمرا من الأمور بصورة خاطئة فإنك ستعطي الحكم لهذا الشيء الخاطئ أو لهذا التصور الخاطئ الذي لا يتوافق مع الواقع أبدا.

هذا هو ما يحدث عندما يتصور الرجل أو تتصور المرأة الحياة الزوجية وكأنها هي تلك العلاقة التي تحدث بين الرجل والمرأة.

فعندما يتزوج الرجل يفاجأ أن هذه العلاقة إنما هي جزء ربما من مائة جزء، وربما هي أقل جزء بين هذه الأجزاء.

مسئوليات الحياة الزوجية

وأن الحياة الزوجية إنما هي مجموعة من المسؤوليات الضخمة التي تحتاج لرجال ليقومون بأعبائها. فإذا لم يكن هذا الرجل أو تلك المرأة قد تعود على تحمل المسؤولية قبل الزواج لا يستطيع أبدا أن يستمر في تلك الحياة التي كلها مسئوليات.

وهذا أمر يجب على كل من يريد أن يبدأ هذه الحياة الجديدة أن يعلم أن هذه الحياة إنما هي مجموعة من هذه المسئوليات الضخمة وهذه المسئوليات لا يسأل عنها الرجل وحده، إنما يسأل عنها الرجل وتسأل عنها المرأة، ويحاسب الرجل وتحاسب عليها المرأة.

الكل في الإسلام مسئول ومحاسب

وهذا هو ما وضحه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (‌كلكم ‌راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وهي مسؤولة عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ) البخاري

وكأن النبي -صلى الله وسلم- يبين لنا أن مجتمع الإسلام ليس فيه أحد يخلو من المسئولية، بل الجميع يسأل والجميع يحاسب أمام الله على ما نسب إليه من مسؤوليات.

يسأل الرجل عن نفسه وأهل بيته

لذلك لما نادى الله تعالى على عباده المؤمنين لم يكن لهم أو لم يأمرهم بأن يقوا أنفسهم من النار، وإنما أمرهم بأن يقوا أنفسهم ويقوا أهليهم من النار.

وهذا معناه أن الإنسان لا يحاسب عن نفسه فقط وإنما يسأل عن نفسه ويسأل عن المسؤوليات التي وكلت إليه، فقال الله -عز وجل-: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌قُوٓاْ ‌أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ).

الحياة الزوجية تحتاج لحكمة في قيادتها

الرجل والمرأة يجب على كل منهما أن يعلم أن هذه الحياة الزوجية إنما هي سفينة مكتملة الأركان تحتاج إلى حكمة في قيادتها.

فإذا حدث تنازع على من يقود تلك السفينة فإن هذه السفينة ستغرق حتما، وإذا كان هناك طرف يحاول أن يحسن قيادة السفينة.

والطرف آخر يفسد ما يفعله الطرف الأول فإن هذه السفينة ستغرق حتما.

سفينة الحياة الزوجية

إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب لنا مثلا لهذا المجتمع الكبير بالسفينة، وهذه الأسرة إنما هي سفينة صغيرة في هذا المجتمع الكبير.

هذه السفينة إذا حدث فيها خلل فإن الماء تحتها سيصيبها بالغرق وتهلك بمن فيها.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(‌مَثَلُ ‌الْقَائِمِ ‌عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ،

فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)البخاري
هنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبين لنا حال هذا المجتمع وكأنه سفينة كبيرة كان بعضهم في أعلى هذه السفينة وبعضهم في أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يشربوا من الماء مروا على من فوقهم ففكروا يوما وقالوا : لو أنا خرقنا في هذه السفينة من أسفلها خرقا حتى نشرب من الماء كما شئنا فلو أن الذين في أعلى السفينة تركوهم ولم يمنعوهم من ذلك لغرقت السفينة وأهلكت من كانوا تحت ومن كانوا فوق. ولو أنهم منعوهم من ذلك لنجا الجميع.

هذا مثل ضربه رسول الله للقائمين على حدود الله الملتزمين بشرع الله الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وللآخرين الذين لا يأمرون بمعروف ولا ينكرون منكرا.

الحياة الزوجية مسئولية الرجل والمرأة

هذا الأمر إذا طبقناه على سفينة الحياة الزوجية لرأينا أن قائد هذه السفينة وهو الرجل يجب عليه أن يكون قائما بحدود الله ليحفظ هذه الحياة من الهلاك.

فإذا لم يقم بتلك الأوامر التي أمره الله بها فإن الغرق سيعم الجميع وإذا لم يكن هناك وفاق بين الرجل وزوجته بأن يكمل أحدهم الآخر فإن السفينة ستغرق أيضا.

فإن المرأة التي تعصي زوجها وتخالف أوامره وتعمل بعكس ما يأمرها به زوجها في المعروف هذه تكون سببا في خراب هذا البيت.

وهذا الرجل أيضا الذي لا يعين زوجته على الإصلاح فإنه يكون سببا في خراب هذا البيت أيضا. إذا فالأمر لا يتعلق بالرجل دون المراة ولا بالمرأة دون الرجل إنما نجاح هذه الحياة يتعلق بالرجل والمرأة معا.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *