الاحترام بديلا عن الاحتراب في الإسلام

الاحترام بديلا عن الاحتراب في الإسلام

جاء الإسلام لينقل الناس من حال التحارب والتباغض الذي كانوا عليه في الجاهلية إلى حال الحب والتآلف والتسامح.

جاء الإسلام لينقل الناس من حال التحارب والتباغض الذي كانوا عليه في الجاهلية إلى حال الحب والتآلف والتسامح.

من الاحتراب للاحترام

حول الإسلام الناس من حال الاحتراب باللسان والسنان، إلى حال التوقير والاحترام.

لقد لخص لنا جعفر بن أبي طالب جو الاحتراب الذي عاش الناس فيه في الجاهلية، عندما كان بالحبشة عند النجاشي فقال: .. أيها الملك، كنا قوماً أهلَ جاهلية، نعبدُ الأصنام، ونأكل المَيْتَة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيء الجوار، ويأكلُ القوِيُّ منَّا الضعيفَ…)

احترام الإسلام

أوجب الإسلام علينا أولا أن نحترم ربنا ونبينا -صلى الله عليه وسلم- فلا نؤذيه بقول ولا فعل، وبين الشرع لنا سوء المصير الذي ينتظر هؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله.

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا).

احترام النبي وتوقيره

أوجب الإسلام علينا ألا تكون معاملتنا للنبي -صلى الله عليه وسلم- كتعامل بعضنا مع بعض، فإذا نادينا على رسول الله أن نناديه بلفظ النبوة تعظيما وتشريفا لنبينا.

قال الله تعالى: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا).

عدم رفع الصوت عند النبي

من صور الاحترام للنبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يرفع المسلم صوته عنده في حياته، ولا في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته، ولا في مجلس يقرأ فيه كلام رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-.

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : (كُنْتُ قَائِمًا فِي المَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا.

قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟  قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

احترام حدود الله

من قصص السنة التي تدلنا على احترام النبي -صلى الله عليه وسلم- لحدود الله ما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا:

وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-:

(أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *