الإخلاص ثمرة من ثمرات الصيام، والإخلاص هو جوهر الإسلام وحقيقته حيث قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ).
معنى الإخلاص
الإخلاص معناه أن يفعل الإنسان الطاعة خالصة لله وحده لا يريد بهذه الطاعة تعظيما من الناس ولا توقيرا، ولا يريد من وراء هذه الطاعة أن يستجلب لنفسه نفعا ولا أن يدفع عن نفسه ضررا دنيويا، فهو لا يفعل هذه الطاعة إلا من أجل ابتغاء وجه الله.
يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)[البخاري].
معنى إيمانا واحتسابا
فمن أدى هذا الصيام مؤمنا محتسبا أي مؤمنا بأنه فرض أوجبه عليه، ومنتظرا الأجر على هذا الصيام من الله وحده، نال المغفرة من الله لذنوبه، فالإيمان والاحتساب أمران محلها القلب، وهذا معناه أن الأعمال لا تنمو ولا يقبلها الله إلا بصدق النية.
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)[البخاري]
وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)
الله هو الذي يجازي على الصيام
السؤال هنا: لماذا خص الله عبادة الصيام بأنها له مع أن العبادات كلها لله تعالى؟
والجواب: لأن الصوم عبادة لا يسهل دخول الرياء فيها كما يسهل في غيرها من الأعمال الظاهرة،
فحال من يمسك عن الطعام والشراب بسبب الفقر أو بسبب الشبع كحال من يمسك عنهما تقربا إلى الله فلا تستطيع أن تفرق بينهما إلا بالنية، وهذه النية لا يطلع عليها أحد إلا الله فلن يستطيع الكتبة من الملائكة أن يكتبوا هذا العمل لذلك خصه الله بأنه من الأعمال التي يجازي عليها العباد بنفسه.
وقد أضاف الله الصوم لنفسه تعظيما له كما نقول: هذا بيت الله، ولأن الصائم يكون على صفة ملائكة الله في ترك الطعام والشراب والشهوات. وهذا الحديث يدل على أن الأجر على الصيام إنما أجر عظيم؛ لأن الذي يتولى الجزاء عليه هو الله ولا شك أن الكريم إذا تولى العطاء بنفسه كان العطاء جزيلا.
للاطلاع على المزيد: