أرسل الله رسله للناس ليعلموهم محاسن الأخلاق ومكارم العادات، لكن كانت هناك بقية لم يكملوها.
تمم الله بالنبي مكارم الأخلاق
كانت من غايات وأهداف رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- تكملة مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي جاء بها الأنبياء، فقال صلى الله عليه وسلم:)إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق(.
تكملة بناء النبوة
كانت رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي التتمة التي أتم الله بها بناء النبوة وبدون هذه التممة لظل بنيان النبوة ناقصا. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا
اللبنة وأنا خاتم النبيين).
صالح الأخلاق
صالح الأخلاق التي جاءنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليتممها لنا هي الأمور التي يكون بها صلاح دنيا الناس وآخرتهم.
وهذا هو ما عبر عنه رسول الله في دعائه حيث قال: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي) مسلم
حلية المؤمن
الأخلاق هي أجمل ما يتجمل به المسلم وهي تتمة إيمانه، ووجود دليل على وفرة الإيمان وعدمه الأخلاق دليل على عدم الإيمان في القلوب.
الصحبة الصالحة
إن مما يعين الإنسان على اكتساب الأخلاق والاستمرار عليها الصحبة الصالحة، فقد امرنا الله بمصاحبة الصادقين فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
فالجليس الصالح مثله كمثل حامل المسك إما أن تشتري منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة.
وأما سيء الخلق فإنه سيجرك حتما إلى مثل ما هو عليه؛ لأن مثله كمثل نافخ الكير أي الذي ينفخ في النار إما أن يحرق بدنك أو أن يحرق ثيابك أو أن تجد منه ريحا خبيثة.
عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة)البخاري