الآثار المدمرة للفكر الإلحادي على الفرد والمجتمع

الآثار المدمرة للفكر الإلحادي على الفرد والمجتمع

هذا الفكر الإلحادي له الكثير من الآثار المدمرة وله الكثير من المخاطر على الفرد والأسرة والمجتمع بأسره وهذه المخاطر تتمثل فيما يلي:

هذا الفكر الإلحادي له الكثير من الآثار المدمرة وله الكثير من المخاطر على الفرد والأسرة والمجتمع بأسره وهذه المخاطر تتمثل فيما يلي:

الاضطرابات النفسية ثم الانتحار

لا يستطيع الإنسان أن يجد حلا لمشاكله من خلال هذا الإلحاد الذي ظن أنه سيقوده للحرية المطلقة لكنه في الحقيقة يقوده إلى طريق الشقاء وينتهي به إلى الانتحار؛

وذلك لأن الروح لا تجد الغذاء الذي تحتاج إليه ، فهذا الجسد جعل الله غذاءه من الأرض وجعل غذاء الروح من السماء، فإذا لم تجد الروح غذاءها تشعر أن هذا الجسد هو سجنها فتدفع صاحبها للانتحار للتخلص من هذا السجن.

لذلك فإن نسبة الانتحار بين المؤمنين بالله أقل بكثير جدا من نسبة الانتحار بين من لا دين لهم ومن ينكرون الأديان من الملاحدة وغيرهم؛ لأن المؤمن مهما تعرض لأزمات في الحياة يؤمن بأن صبره عليها أجر من الله له في الآخرة، ويؤمن أن الآخرة فيها ثواب وعقاب فلا يسمح لنفسه أن يخرج من الدنيا على حالة تجلب له عذاب الله في الآخرة.

انتشار الجرائم

من المفاسد التي تترتب على الإلحاد انتشار الجرائم والموبقات بين الناس، وهذه نتيجة طبيعة لانتشار الإلحاد،

فما الذي ننتظره ممن لا يؤمن بالله ولا يؤمن بآخرة ولا بثواب ولا بعقاب، ولا يؤمن بأن هناك من سيحاسبه على ما قدم من عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

فأمثال هؤلاء لا يعيشون إلا لشهواتهم، ولا يبحثون إلا عن ملذاتهم حتى ولو كانت تتعارض مع حقوق الآخرين

فأمثال هؤلاء ليست لهم ضمائر تحثهم على فعل الخير وتنهاهم عن فعل الشر، فإذا كان هذا هو حال أفراء يفقدون إيمانهم وضمائرهم فما بالك إذا كان الذي فقد ضميره ودينه حكومات فإن الفساد يكون أعظم.

قال محمد الخضر حسين عما فعلته الماركسية الملحدة في الدول التي وقعت تحت يدها: ومن جرائمهم الوحشية التي حلت على مسلمي تركستان الشرقية عندما رفضوا إلحادية ماركس

دق مسامير طويلة في رأس المعذب حتى تصل إلى مخه، وصب البترول على المعذب وإشعال النار فيه، وجعل المسجون المعذب هدفا لرصاص الجنود الذين يتمرنون.

حبس المعتقلين في سجون لا تدخل إليها الشمس، وصب زيت مغلي على الجسم، دق مسامير أو إبر في أجسام المعذبين، وهناك الكثير من بشاعاتهم التي لا توصف. الإلحاد أسبابه طبائعه مفاسده أسباب ظهوره علاجه بتصرف (30) .

هدم الأسر

إذا كان هؤلاء الملاحدة قد أنكروا وجود الله فقد ترتب على هذا الإنكار إنكار كل ماله علاقة برسالات الأنبياء والتي كان من الأسس التي قامت عليها صيانة الأعراض وحفظ الأنساب، فأنكروا قدسية هذه الأسرة وأباحوا الجنس وأشاعوه بين الناس بحيث لا تكون هناك حرمات يجب الحفاظ عليها.

وكان تصورهم للأسرة أنه وضع إقتصادي وليس نظاما إلهيا، وأنه نظام قابل للتطور وقد تطور هذ النظام على هذا النحو من كون العلاقة الجنسية مباحة بين أبناء الجيل الواحد ما عدا الآباء والأبناء ويسمى هذا بأسرة الجيل،

ثم أسرة الشركاء بأن العلاقة الجنسية مباحة للجميع في شراكة تامة، ثم الأسرة الزوجية بمباشرة الرجل لزوجة واحدة، ثم الأسرة الوحدانية التي تقوم على سيطرة الرجل على امراة واحدة لأنه يريد منها أبناء لا يشك في صحة نسبتهم له ليحصول على إرث أبيهم.

قال ستالين عام 1930م وهو يذكر نظرتهم لنظام الأسرة: “ما دمنا ننكر الأديان فإننا لا نستطيع أن نأخذ بالآراء القائلة بأن للأسرة قداسة” الذاتية الإسلامية وموقفها من الإلحاد الشيوعي.

وهذا الكلام هدم مباشر للقيم الأسرية التي أمر الإسلام بها، حيث قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).

قال محمد الخضر حسين : من مفاسد الإلحاد الإجتماعية عرفنا أن من طبائع الإلحاد اتباع الشهوات والانطلاق في الإباحية فالملحد لا يحافظ على عرض أحد ولا على ماله ولا على حرمه إلا أن يعجز عن الوصول إلى شيء من ذلك ومتى ساعدته الفرصة وظن أنه بمأمن من العقوبة عاث في الأعراض والأموال غير متحرج من انتهاك حرماتها . الإلحاد أسبابه طبائعه أسباب ظهوره علاجه.

الجشع السياسي

من المفاسد التي تترتب على هذا الفكر الإلحادي الجشع السياسي لأن مثل هذا الذي ليس عنده أي قيم ولا رادع يردعه سيكون على أتم استعداد لفعل أي شيء من أجل أن يتصدر هو المشهد وأن تتم له السيطرة الكاملة على من سواه.

أما المؤمنون فإن وجدوا في أنفسهم القدرة على البطش بالآخرين فإنهم لا يعطون لأنفسهم هذا الحق لأنهم يعلمون أن هناك من يحاسبهم على أعمالهم.

قال تعالى: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، لذلك فهم لا يأخذون ما ليس لهم، ولا يعتدون على حقوق غيرهم.

الجشع الاقتصادي

هذا الفكر الإلحادي هو المسئول عن انتاج رجال اعمال لا هم لهم إلا جمع المال حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وعلى حساب صحتهم وعقولهم وقيمهم.

لقد بين القرآن درجة حب هؤلاء للمال للدرجة التي تجعلهم لا ينفقونه في أي باب من أبواب الخير فقال تعالى : ( كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) .

وهذا هو ما يرفضه الإسلام تماماً ويؤكد أن المؤمن ينبغي عليه ألا يقدم على أخراه شيئاً لأن هذا هو منهج أهل الدنيا قال تعالى :

( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) .

بل لابد وأن تكون محبة الإنسان لله أكثر من محبتهم لأي شيء وأن يبرهنوا على هذا بإنفاقهم من أحب الأشياء إليهم فقال تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) .

خراب المجتمع

بهذه النظرة القاصرة للحياة والتي تعتمد على أن الكون ليس له خالق ، وأن الحياة ليس بعدها شيء ، وأن ما فعله الإنسان لن يحاسب عليه ، فما الذي يمنعه من السطو على أموال الناس ،

أو إزهاق أرواحهم طالما أنه إذا نجى بجريمته في الدنيا فليس هناك أخرة يحاسب فيها ، لاشك أن مثل هذا التفكير يجعل الإنسان يعيث في الأرض فساداً فهو يعتبر أن الحياة الدنيا هي الفرصة الأخيرة له ليفعل بها ما شاء وهذا هو ما سيندمون عليه حين يرون العذاب.

قال الله تعالى عن هؤلاء الذين لم يعملوا عقولهم : ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) .

فقد أمرهم في الدنيا أن يتفكروا ويتأملوا لكنهم لم يمتثلوا قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ) .

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *