أنواع المؤلفات الحديثية في القرن الرابع الهجري كثيرة حيث ظهرت أنواع جديدة من التآليف في القرن الرابع الهجري .
أنواع التآليف في القرن الرابع الهجري
كتب التزم أهلها فيها الصحة مثل صنيع البخاري ومسلم، والسنن، والمستخرجات، والمعاجم، والمستدركات، وغيرها من التآليف، ولكل نوع من هذه التآليف معنى يدل عليها، وإليك تعريف لكل نوع
من هذه الأنواع:
كتب التزم أهلها رواية الصحيح من الأحاديث
– كتب التزم أهلها فيها الصحة مثل صنيع البخاري ومسلم: فمن الكتب التي صنفت في هذا وإن لم تبلغ مرتبة البخاري ومسلم، صحيح ابن خزيمة (321)، ثم صحيح ابن حبان (354)، وصحيح ابن خزيمة
أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان؛ وذلك لشدة تحريه حتى إنه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام في الإسناد، فيقول: إن صح الخبر. ]الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة 23، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 / 118[
كتب السنن
قد تقدم تعريف السنن، وممن ألفوا في السنن في القرن الرابع الهجري الدار قطني (385) فقد ألف السنن، وجمع فيها غرائب السنن، وأكثر فيها من رواية الأحاديث الضعيفة والمنكرة، بل والموضوعة. ]الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المطهرة 35[
.
كتب المستخرجات
الاستخراج أن يعمد حافظ إلى صحيح البخاري مثلا فيورد أحاديثه حديثا حديثا بأسانيد لنفسه غير ملتزم فيها ثقة الرواة من غير طريق البخاري إلى أن يلتقي معه في شيخه أو فيمن فوقه، لكن لا يسوغ للمخرج أن يعدل
عن الطريق التي يقرب فيها اجتماعه مع مصنف الأصل إلى الطريق البعيدة إلا لغرض مهم من علو أو زيادة مهمة أو نحو ذلك،
وربما ترك المستخرج أحاديث لم يجد له بها إسنادا مرضيا، وربما علقها عن بعض رواتها، وربما ذكرها من طريق صاحب الأصل، وقد اعتنى كثير من الحفاظ بالاستخراج لما فيه من الفوائد المهمة وقصروا ذلك غالبا على صحيح البخاري، وصحيح مسلم؛ لكونهما العمدة في هذا العلم،
وممن استخرج على صحيح البخاري أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (371)،…، وممن استخرج على صحيح مسلم أبو جعفر أحمد النيسابوري (311)،.. . وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي (388)، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائني (316)، روى فيه عن يونس بن عبد الأعلى وغيره من شيوخ مسلم. ]توجيه النظر إلى أصول أهل الأثر 1 / 346[.
كتب المعاجم
جمع معجم وهو في اصطلاحهم ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة، أو الشيوخ، أو البلدان، أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء.
كمعجم الطبراني الكبير المؤلف على ترتيب أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا مسند أبي هريرة فإنه أفرده في مصنف يقال: أنه أورد فيه ستين ألف حديث في اثني عشر مجلدا، وفيه قال ابن دحية: هو أكبر معاجم الدنيا، وإذا أطلق في كلامهم المعجم فهو المراد، وإذا أريد غيره قيد.
والمعجم الأوسط: ألفه على ترتيب أسماء شيوخه، وهم قريب من ألفي رجل حتى أنه روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه، وأكثر من غرائب حديثهم،
قال الذهبي: فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني بين فيه فضيلته وسعة روايته ويقال: إن فيه ثلاثين ألف حديث، وهو في ست مجلدات كبار وكان يقول فيه: هذا الكتاب روحي؛ لأنه تعب فيه، قال الذهبي: وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر.
والمعجم الصغير: وهو في مجلد، خرج فيه عن ألف شيخ يقتصر فيه غالبا على حديث واحد عن كل واحد من شيوخه، قيل: وهو عشرون ألف حديث ذكره غير واحد.
لكن ذكر المقري في فتح المتعال نقلا عن كتاب إرشاد المهتدين لمشايخ ابن فهد تقي الدين: أن المعجم الصغير للطبراني في مجلد يشتمل على نحو من ألف وخمسمائة حديث بأسانيدها قال: لأنه خرج فيه عن ألف شيخ كل شيخ حديثا أو حديثين. اه، وهو التحرير والصواب وخلافه سبق قلم والله أعلم. ]الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المطهرة 108[
كتب المستدركات
هي المصادر التي تجمع الأحاديث التي استدركها المؤلفون على مصدر أو مصادر معينة للسنة ولم تذكر فيها هذه الأحاديث، وهي على شرطهم أو واحد منهم، وذلك حسب اجتهاد المستدرك. ]كشف اللثام عن أسرار تخريج أحاديث سيد الأنام 1 / 169[
من هذه المستدركات مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (405)، قال الكتاني: وهو المعروف بالمستدرك على كتاب الصحيحين مما لم يذكراه وهو على شرطهما أو شرط أحدهما، أو لا على شرط واحد منهما، وهو متساهل في التصحيح، واتفق الحفاظ على أن تلميذه البيهقي أشد تحريا منه. ]الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المطهرة 24[
هذه بعض من أنواع التآليف التي ظهرت في القرن الرابع الهجري زيادة عن الأنواع الأخرى التي ظهرت في القرون السابقة.
للاطلاع على المزيد:
