عندما نتأمل في سلوك واحد من السلوكيات التي يسير عليها الإنسان أو يستجيب لها هو السلوك الجنسي مثلا.
السلوك الجنسي
هذا السلوك الجنسي إذا تأملنا حال الإنسان منذ بداية البشرية إلى وقتنا الحاضر وإلى نهاية هذه البشرية سنجد أن الناس لا يخرجون عن ثلاثة أقسام.
أقسام الناس أمام السلوك الجنسي
القسم الأول:
قسم من الناس يحاربون هذه الشهوة ويحاولون كبتها والاستعلاء عليها، وكلما ازدادوا في كبت هذه الشهوة كلما اعتقدوا أنهم بذلك أقرب إلى الله -عز وجل-.
القسم الثاني:
هؤلاء لم يقوموا بكبت هذه الغريزة الجنسية ولم يستجيبوا لها على الإطلاق وإنما كانوا وسطا بمعنى أنهم سمحوا لهذه الغريزة الجنسية أن تنطلق في إطار محدد وهو إطار الزواج الذي شرعه الله -عز وجل- ليكون الإنسان مسئولا عن آثار هذا الأمر.
القسم الثالث من الناس:
وهؤلاء هم الذين أطلقوا العنان لأنفسهم فليست هناك حرمات يقفوا عندها، وإنما الأمر مباح أمامهم على الإطلاق متى دعتهم هذه الغريزة استجابوا لها ومتى توفرت لهم الأجواء قاموا بفعلها دون تردد.
وهؤلاء إنما مثلهم كمثل البهائم في الحظائر، مثلهم كمثل الحيوانات، هؤلاء هم الأقسام الثلاثة، وهذا هو حال العالم قبل مجيء الاسلام.
حال العالم قبل مجيء الإسلام
كان حال العالم قبل مجيء الإسلام ما بين يمين متطرف يبالغ في القضاء وكبت هذه الغريزة الجنسية والفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، وكلما بالغ في هذا الأمر اعتقد أنه بذلك يكون أقرب إلى الله.
وكان هناك يسار متطرف هؤلاء أباحوا لأنفسهم كل شيء حتى ارتكبوا زنا المحارم، فكان الواحد منهم ربما تزوج بابنته.
وكان هناك من هم وسط بين هؤلاء وهم الذين لم يكبتوا هذه الغريزة ولم يستجيبوا لها على الإطلاق وإنما كانوا وسطا استجابوا لها في حدود إطار الزواج الذي أباحه الله -عز وجل-.