الملجأ الذي يلجأ إليه المسلم في كل أحواله هو الله، فليس هناك من كيفيه أمره ولا من يتولى شئونه إلا الله.
حسبي الله ونعم الوكيل
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.[البخاري]
لما ألقي نبي الله إبراهيم في النار التي أعدها النمرود له عدة أيام ولم يستطيعوا القرب منها ألقوه بالمنجنيق من مدى بعيد فما كان من نبي الله إلا أن قال: حسبي الله أي الله كافيني شركم وناركم، ونعم الوكيل أي الكفيل الذي يتولى أمري.
وهذه الكلمة التي قالها نبي الله إبراهيم هي الكلمة التي يفوض بها الإنسان أمره لربه.
النفخ في الصور
عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ، فينفخ)
فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: (قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا)[الترمذي]
كيف يطيب لي عيش وقد قرب قيام الساعة، وهذا تنبيه من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته أن يتهيؤوا لقيام الساعة.
وكان مما أوصى به رسول الله أمته أن يقولوا: حسبنا الله أي الله كافينا، وهو نعم من يتكفل ويتولى أمورنا.
دعاء الخوف من عدو
قال نفر من بني عبد القيس إن أبا سفيان ومن معه جمعوا لكم الجموع فلا تخرجوا لحربهم وقتالهم، فما
كان قول المؤمينن: حسبنا الله ونعم الوكيل أي هو يتولى أمرنا ويكفينا شر المشركين وينصرنا عليهم،
قال الله: (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
كراهة النوم قبل العشاء والسهر
عن أبي برزة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها.[البخاري]
الدعاء بالبركة للمبكرين
عن صخر الغامدي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار)
وكان صخر رجلا تاجرا، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله.[أبو داود]
ليس في الحديث ما يفيد أن غير البكور لا بركة فيه، لكن خص النبي -صلى الله عليه وسلم- وقت البكور بهذا الدعاء؛ لأنه مبتدأ الأعمال في اليوم وهو وقت النشاط فخصه بالدعاء لتنال أمته بركة دعوته.
