استمطار رحمات الله

استمطار رحمات الله

فتح الله لعباده باب رحمته على مصراعيه لاستمطار رحمات الله عليهم، فأعطاهم الأجر العظيم مقابل العمل القليل.

فتح الله لعباده باب رحمته على مصراعيه لاستمطار رحمات الله عليهم، فأعطاهم الأجر العظيم مقابل العمل القليل.

الإخلاص

الشيء الأول الذي نستمطر به رحمات الله هو الإخلاص هذا الإخلاص الذي ضاع من كثير من أعمالنا بسبب كثير من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة.

فهذا يذهب لجنازة فلان من الناس؛ لأن ولده جاء في جنازة والده، ولا يذهب لجنازة فلان لأن ولده لم يأت في جنازة والده.

فهنا نرى أن اتجاه القلب قد تغير وصار يحسب الأمور حسابا دنيويا محضا، ولذلك فهو يحرم نفسه من الأجر سواء ذهب للجنازة أو لم يذهب إليها؛ لأن القلب صار توجهه لغير الله.

ولو أنه توجه لله لحصل على الخير الكثير الذي يستدر به رحمة الله، فهن ابْنُ عُمَرَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- قال: (مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ) فَقَالَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْنَا، فَصَدَّقَتْ يَعْنِي عَائِشَةَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُهُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: (لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ).

وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يبين لنا فضيلة شهود الجنازة والصلاة عليها: (مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ)، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: (مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ).

الزيارة وصلة الأرحام

فلان من الناس يزور عمه وخاله لأنه يقوم بزيارته، وينقطع عن زيارته لأنه لا يزوره وصارت حسابات صلة الرحم عنده دنيوية محضة، وضيع على نفسه الأجر العظيم سواء زار أقاربه أو انقطع عن الزيارة؛ لأن الذي يزور أقاربه لأنهم يزورونه هذا ليس واصلا للرحم وإنما يكون مكافئا قال النبي: (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا).

وهذا الذي انقطع عن الزيارة حرم نفسه من رحمة الله حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ).

القلب محل الإخلاص

القلب هو محل هذا الإخلاص؛ لأجل ذلك يقولون القلب هو ملك الأعضاء وأمير البدن، وبقية الأعضاء جنود هذا الملك، وهم تبع له فإن صلح القلب صلح الجنود وإن فسد القلب فسد جنوده.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ)]البخاري.[

ولا ينفع الإنسان عند الله إلا القلب السليم؛ لأن الله تعالى يقول: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).

والقلب السليم هو القلب الخالي من الشرك والشك والنفاق والكفر.

الإخلاص في أداء الصلاة

الصلاة إذا لم تكن خالصة لله بأن أداها صاحبها من أجل أن يرائي بها الناس، بحيث لا ينشط لها إلا إذا كان أمام الناس فإذا كان وحده لا يؤديها.

فإذا كانت الصلاة كذلك كانت سببا في جلب العذاب لصاحبها، قال الله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).

طلب العلم لغير الله

لقد حذرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- من النية الفاسدة؛ لأنها تفسد على العبد عمله، حتى ولو بذل الكثير من الجهد والتعب.

فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّار)[ابن ماجه]. أي فالنار أولى به.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *