قيمة المال في حياتنا

قيمة المال في حياتنا

قيمة المال في حياتنا عظيمة ولا يستطيع أحد أن ينكر قيمة المال ولا أهميته لتستقيم حياتنا.
قيمة المال في حياتنا عظيمة ولا يستطيع أحد أن ينكر قيمة المال ولا أهميته لتستقيم حياتنا.

المال ضرورة للحياة

كثيرا ما نسمع جملة “الفلوس مش كل حاجة” والحقيقة لا أعرف ماذا يقصد هؤلاء الذين يقولون هذه الكلمة، هل يقصدون أن المليارات والملايين والآلاف المؤلفة ليست هي كل حاجة، فإن كانوا يقصدون هذا فنحن نوافقهم على هذا، فتلك حقيقة فليست الملايين ولا الآلاف المؤلفة هي كل شيء.

لكن إذا كانوا يقصدون أن المال في حد ذاته ليس هو كل شيء فهذا أمر لا يوافق عليه أحد لأنه لا يتفق معه عقل ولا شرع.

المال هو حياة العصب

المال في الحقيقة ليس كما يقولون هو عصب الحياة بل هو حياة هذا العصب. 

فالسؤال لهؤلاء الذين يزهدون الناس في المال هل تستطيعون أن تأكلوا وجبة طعام أو تشربوا شربة ماء بدون المال؟

وهل يستطيع الإنسان أن يقوم بواجب البر بأبيه وأمه بدون هذا المال؟

لا أقول أن يذهب إليهم محملا بالهدايا وإنما أقصد أن يذهب إليهم فقط ليطمئن عليهم إذا كانوا يعيشون في موضع آخر بعيدين عنه، أو أن يقوم بالاتصال بهما بدون أن يكون معه شيء من المال.

إذا من يزهدون الناس في تحصيل المال إنما يطلبون منهم ما يخالف المنطق والواقع ويخالف الشرع الذي نحتكم إليه.

حفظ المال من ضروريات الأديان

كل الأديان التي أرسل الله بها كل الأنبياء إنما جاءت من أجل حفظ ضروات خمس: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.

والضرورة عِنْدَ علماء الأْصُولِ معناها: الأْمُورُ الَّتِي لاَ بُدَّ مِنْهَا فِي قِيَامِ مَصَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، بِحَيْثُ إِذَا فُقِدَتْ لَمْ تَجْرِ مَصَالِحُ الدُّنْيَا عَلَى اسْتِقَامَةٍ، بَل عَلَى فَسَادٍ وَتَهَارُجٍ وَفَوْتِ حَيَاةٍ، وَفِي الأْخْرَى فَوْتُ النَّجَاةِ وَالنَّعِيمِ وَالرُّجُوعُ بِالْخُسْرَانِ الْمُبِينِ.

الإسلام يأمر بحفظ المال

قال الله: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)

فنهى الله عن أكل أموال الناس بأي طريق حرمه الله كالغصب والسرقة وأباح كسب المال بأي طريق مشروع كالتجارة وغيرها، ثم نهى عن قتل النفس بأن يقتل الإنسان نفسه
أو يقتل أخاه، وهنا نجد أن الله قرن النهي عن أكل أموال الناس بالباطل بالنهي عن قتل النفس وذلك لأن المال هو قوام الروح وبه بقاء الجسد، والاعتداء على المال يجر للاعتداء على النفس.

قطع يد السارق

لأن المال حرم مقدس في الإسلام أمر الله بقطع يد السارق الذي تمتد يده خفية لأخذ المال من مكان حفظه، فقال الله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

الحجر على السفيه

ومن أجل صيانة المال من الضياع شرع الله الحجر: وهو مَنْعُ شَخْصٍ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهِ رِعَايَةً لِمَصْلَحَتِهِ كالصغير والمجنون.

فقال الله: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).

قرن النبي الكفر بالفقر

الكفر بالله يكون به ضياع الآخرة، والفقر يكون به ضياع دنيا الإنسان وكلاهما شقاء ينزل بالإنسان إما في العاجل أو الآجل، لذلك ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعاذ منهما فقال: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر).

اليد المعطية خير من الآخذة

يروى أن رجلا أراد  أن يخرج في تجارة له فودع أحد علماء بلدته ثم مر على مكان خرب يستريح فيه فوجد غرابا كسيحا أعمى فتعجب الرجل وقال: سبحان الله كيف لهذا الغراب أن يأكل ويشرب،

وبينما يتفكر في حال هذا الغراب العاجز رأى غرابا سليما يأتي لهذا الغراب بطعامه فيمم وجهه راجعا لبيته وقال الذي رزق هذا الغراب الأعمى الكسيح في هذا الموضع الخرب قادر على أن يرزقني في بيتي،

فلقيه العالم الذي كان قد ودعه منذ قليل فسأله عن سبب رجوعه فأخبره الخبر فقال : سبحان الله ولماذا اخترت لنفسك أن تكون أنت الغراب العمى الكسيح ولم ترض لنفسك أن تكون أنت الغراب الآخر

ثم أخبره حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ، وَالمَسْأَلَةَ: (اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هِيَ المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: هِيَ السَّائِلَةُ)[البخاري]

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *