تفريغ الإسلام من جوهره

تفريغ الإسلام من جوهره

تفريغ الإسلام من جوهره يحول المسلمين لأعداء لدينهم؛ لأنهم عندما يفهمون الإسلام بصورة مغلوطة سيحاربون من يبين لهم الصورة الصحيحة.

تفريغ الإسلام من جوهره يحول المسلمين لأعداء لدينهم؛ لأنهم عندما يفهمون الإسلام بصورة مغلوطة سيحاربون من يبين لهم الصورة الصحيحة.

المنصرون في أفريقيا

في بلدة إفريقية فقيرة ذهب جماعة من المنصرين إليها من أجل أن ينقلوا المسلمين هناك من الإسلام لدينهم، لكن بالرغم من فقر هؤلاء المسلمين وجهلهم بالإسلام، لم يستطع هؤلاء المنصرون أن يحملوهم على ترك الإسلام. 

تفريغ الإسلام من مضمونه

فاستقر رأي هؤلاء المنصرين على أن يتركوا هؤلاء المسلمين على مسمى الإسلام الذي ينتسبون إليه، ثم قاموا بتلقينهم مضمون دين النصارى، فصار القوم على مسمى الإسلام لكن ما يعتقدونه ويؤمنون به هو دين آخر غير دين الإسلام.

فلما ذهب أحد علماء المسلمين إليهم وسألوهم عن دينهم قالوا: نحن مسلمون بروتستانت والحمد الله، ووجدوا الناس تغير مضمون الإسلام عندهم بمضمون دين آخر.

ماذا فعل المنصرون؟

الذي حدث هو أن هؤلاء المنصرين قاموا بعملية إحلال وتجديد دون المساس بمسمى كلمة الإسلام، وهذا هو ما يمارس مع المسلمين دائما.

حيث يقوم أعداء الإسلام دائما بتفريغ الإسلام من مضمونه وإعادة حشوه بمضامين أخرى على حسب من يتولى أمر المسلمين، فإن كان الذي يتولى أمر المسلمين ماركسي يقومون بحشو الإسلام بتعاليم ماركسية، 

وإن كان الذي يتولى أمرهم علماني يقومون بحشوه بتعاليم علمانية، ويقومون بتوظيف النصوص ولي أعناقها بما يتوافق مع المبادئ الجديدة التي جاءوا بها.

وهكذا يتحول المسلمون من كونهم عبيدا لله ليصبحوا عبيدا لأرباب النظام الجديد الذين يتولون أمرهم ويكونون في النهاية أحد التروس في الآلة التي تعمل لصالح أعداء الإسلام.

متى يقع المسلمون في هذا الخطأ ؟

عندما يظنون أن الإسلام مجرد شعور وجداني مصدره نفس الإنسان، بحيث يستطيع الإنسان أن يشكله كما يشاء أو يملؤه بما يريد من عند نفسه، أو عندما يظن المسلم أن الإسلام هيكل فارغ لا جوهر له.

فالحرب التي يواجهها المسلمون هي حرب الكلمة التي يزور أعداء الإسلام بها تعاليم الإسلام، وهذا هو ما يجيده أعداؤنا وهذا ما صرح به لويس التاسع ملك فرنسـا، والذي وقع أسيرًا وأودع في سجن القلعة حيث يقول: “إن المسلمين لا يهزمون ما دامت عقيدتهم قائمة، ويجب أن تبدأ الحرب على المسلمين بحرب الكلمة”.

كيف نتجنب مكر الماكرين

لكي لا نقع في شراك هؤلاء الماكرين الذين يريدون أن يفسدوا علينا ديننا يجب أن نعلم أن الله أنزل على نبيه القرآن ليكون منهاجا لنا لنعمل بما فيه، وألا نتوجه لشياطين الإنسن والجن الذين يريدون أن يصرفونا عن الحق الذي جاءنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عند ربه إلى الباطل، لكن قليلا من الناس هم الذين يتذكرون كلام الله لهم.

وبمعنى آخر لا يخرجنا من هذا التيه الذي وقعنا فيه إلا الارتباط بمنهج الله المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-. قال الله: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ). 

وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

وأن نعلم أن مهمة بيان القرآن أوكلها الله لنبيه –صلى الله عليه وسلم- لأن القرآن كتاب مجمل يحتاج لتوضيح وتفصيل، فقال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
).

وبين القرآن لنا أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تجب علينا طاعته فيما يأمرنا به وفيما ينهانا عنه فطاعته طاعة لله، قال الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)

الرجوع والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الطريق الذي يحفظنا من هجمات المضللين.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *