تعرف على سنة الاعتكاف في المساجد

معنى الاعتكاف هو منع النفس من التصرفات المباحة في غير الاعتكاف، ويكون بالبقاء في المسجد على صفة مخصوصة بنية مخصوصة، بالتفرغ للعبادة في المسجد والانقطاع عن شواغل الدنيا.

الاعتكاف فيه تسليم المعتكف نفسه لله تعالى فيقضي وقته كله في ذكر الله والصلاة ويتخلص من أغلال هذه الدنيا بالانقطاع للعبادة والطاعة وفي ذلك تشبه بالملائكة.

الاعتكاف في المسجد سنة، واختلف الفقهاء في مرتبة هذه السنة فذهب الحنفية إلى انه سنة مؤكدة في العشر الواخر من رمضان، ومستحب فيما عدا ذلك.

وعند المالكية مندوب مؤكد وليس بسنة، وذهب الشافعية إلى أنه سنة مؤكدة في جميع الأوقات وفي العشر الواخر من رمضان آكد اقتداء بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وطلبا لليلة القدر.

وعند الحنابلة سنة في كل الأوقات وآكد في رمضان وآكده في العشر الأواخر من رمضان.

قال الله: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

لا يكون الاعتكاف واجبا إلا إذا أوجبه الإنسان على نفسه بنذر، لأن من نذر شيئا يكون قد فرض هذا الشيء على نفسه.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- نَذَرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ لَيْلَةً، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَوْفِ بِنَذْرِكَ)[البخاري]

أفضل وقت للاعتكاف في شهر رمضان هو العشر الأواخر منه، عن ابن عمر قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان)[البخاري]

اختلف الفقهاء في أقل مدة الاعتكاف فمنهم من قال لحظة ومنهم من قال ساعة أو يوم أو يوم وليلة ولا حد لأكثره.

يلزم المعتكف معتكفه أي المسجد الذي يكون فيه، ويشتغل بذكر الله والعبادة ولا يخرج إلا لحاجة، ولا يجوز له أن يباشر زوجته طالما لم تنقضي مدة اعتكافه، قال الله: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد).

اتفق الفقهاء على أنه يصح الاعتكاف من الرجل والمرأة والصبي المميز واشترطوا لصحة الاعتكاف شروطا وهي:

1 – الإسلام: فلا يصح الاعتكاف من الكافر.

2 – العقل: فلا يصح من المجنون لأن العقل مناط التكليف.

3 – التمييز: فلا يصح من المجنون والمغمى عليه وغير المميز لأنه لا نية لهم والنية في الاعتكاف واجبة.

4 – النقاء من الحيض والنفاس: وهذا مما يخص النساء لأنهن ممنوعات من الصلاة ومن المسجد.

5 – الطهارة من الجنابة: لأنه ممنوع من المكث في المسجد فإذا حدث له وجب عليه الاغتسال.

النية ركن من أركان الاعتكاف لأن الاعتكاف كغيره من العبادات ولا تصح العبادة إلا بالنية لأنها هي التي تميز بين العادات والعبادات وتميز العبادات بعضها عن بعض.

الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد لقول الله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)، ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يعتكف إلا في المسجد.

واتفق الفقهاء على أن الاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل من غيرها وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.

هناك أمور إذا فعلها المعتكف يفسد اعتكافه وهي:

1 – الجماع ودواعيه:

جماع الرجل لزوجته مفسد للاعتكاف إذا كان عامدا أما إذا كان ناسيا فيفسد  اعتكافه عند الجمهور لقول الله: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد).

والقبلة واللمس يفسدان الاعتكاف عند بعض الفقهاء.

2 – الخروج من المسجد لغير حاجة وضرورة يفسد الاعتكاف أما غذا خرج لضرورة كالوضوء والاغتسال فلا يبطل اعتكافه.

3 – الردة من الأمور التي تفسد الاعتكاف.

4 – السكر بالحرام مفسد للاعتكاف. 5 – الحيض والنفاس.