يستحب للمسلم أن يذكر ربه قبل نومه؛ ليكون ختام يومه بطاعة لله، وهناك أدعية يقولها المسلم أذا استيقظ من الليل.
ذكر الله في كل الأحوال
ينبغي للمسلم أن يذكر الله في كل أحيانه في حال قيامه وقعوده واضطجاعه قال الله: (إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ
ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ).
رقية المسلم نفسه قبل النوم
عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس).
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات)[البخاري]
هذا الحديث فيه دليل على جواز أن يرقي الإنسان نفسه عند النوم حتى ولو كان صحيحا لا يشكو ألما لما عساه أن يحدث له في الليل.
والنفث في الكفين هو النفخ فيهما، والحديث فيه جواز الرقي بالقرآن والمعوذات وبالدعاء.
وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- المعوذتين هنا لأن فيهما الاستعاذة من أكثر المكروهات من سحر السواحر النفاثات، وشر الحاسدين وشر الشيطان ووسوسته ومن شر الناس وشر كل ما خلق الله وشر ما جمعه الليل .
ما يقال من الدعاء قبل النوم
عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك أموت وأحيا). وإذا قام قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)[البخاري]
هذا الدعاء فيه تذكير للمسلم بالموت قبل نومه ليكون متأهبا للقاء الله في حال يقظته، وفي حال نومه وفي جميع أحواله، فيذكر المسلم عند نومه حال موته ويذكر عند يقظته حال بعثه ونشوره.
فالمسلم ينبغي له أن يجدد إيمانه عند نومه؛ لأنه لا يدري ربما لا يعود للحياة بعد هذه النومة.
الحمد لله الذي كفانا وآوانا
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كان إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا فكم ممن لا كافي له، ولا مؤوي)[مسلم]
فكم ممن لا مؤوي له أي لا راحم له ولا عاطف عليه فلا مسكن له ولا موطن يأوي إليه.
فالإنسان في غالب أمره إنما يأوي إلى فراشه بعد طعامه وشرابه ليستفيد الجسد مما تملكه قبل نومه، فكأن رسول الله لما أوى إلى فراشه ذكر النعم التي حصل عليها قبل ذلك
ولم ينس النعمة التي حصل عليها بعد ذلك وهي الإيواء بأن وجد مكانا يأوي إليه ليخلد إلى النوم.
فهناك من يأكل ولا يجد الشراب، وهناك من يشرب ولا يجد الطعام، وهناك من يجد الطعام والشراب ولا يجد المأوى.
ومن تمام شكر النعمة أن يتذكر الإنسان من حرم تلك النعمة ليكون ممتنا لله على تلك النعم التي أنعم بها عليه.
التكبير والتسبيح والتحميد قبل النوم
عن علي أن فاطمة -عليهما السلام- شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال:
فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: (مكانك). فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال:
(ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم)[البخاري]
ورد الكثير من الأذكار التي تقال قبل النوم، وهذه الأذكار يحتمل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يذكرها كلها قبل نومه، ويحتمل أنه كان يقتصر على بعضها.
هذا ذكر آخر من الأذكار المشروعة عند النوم في بعض الأوقات دون بعضها وهذه الأذكار يستحب للمسلم قولها ليزداد أجرا على قولها، وليكون عليه من الله حافظ لكنها ليست بواجب ولا فرض.
كانت فاطمة -رضي الله عنها- تطحن بنفسها البر والشعير للخبز، فبين لها رسول الله ما هو خير لها فالخادم يستفيد منه الإنسان لأمور دنياه، أما الذكر فيستفيد المرء منه لأمور أخراه.
والخادم يطلق على الذكر والأنثى والمقصود أنها كانت تريد جارية لتقوم على خدمتها فقد ظهر في يدها ما يشبه البثر من العمل من الطحن بالرحى وملئ الماء من البئر.
بسم الله وضعت جنبي
عن أبي الأزهر الأنماري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: (بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى)[أبو داود]
هذا الدعاء من أجل الأدعية التي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، والمعنى بقدرة الله وضعت جنبي لينال قسطه من الراحة.
وبقدرة الله أرفعه من على الفراش، فاللهم اغفر لي ذنوبي واجعل شيطاني مطرودا وفك رهاني أي خلصني من أسر المعاصي والأعمال القبيحة التي ارتكبتها نفسي فكل إنسان مرهون بعمله.
قال الله تعالى: (كل امرئ بما كسبت رهين)، وثقل موازين أعمالي واجعلني في النَدِي الأعلى وهو الملأ الأعلى من الملائكة.
ما يقوله الإنسان إذا انتبه من نومه ليلا
عن عبادة بن الصامت، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته)[البخاري]