تعرف على أحكام صلاة التراويح في رمضان

تعرف على أحكام صلاة التراويح في رمضان

صلاة التراويح في شهر رمضان هي صلاة القيام، لكنها سميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بين الترويحتين.

صلاة التراويح في شهر رمضان هي صلاة القيام، لكنها سميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بين الترويحتين.

الفرق بين التروايح والتهجد

هناك فارق بين صلاة التراويح والتهجد في الوقت والصفة، فصلاة التراويح تكون في أول الليل وتكون في جماعة في المسجد.

أما التهجد فيكون في آخر الليل ويؤديه المسلم منفردا، وكلاهما يسمى بقيام الليل؛ لأن قيام الليل يبدأ وقته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

الدليل على صلاة التراويح

ورد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- خرج من الليل في رمضان فصلى في فناء بيته فلما رآه أصحابه صلوا خلفه بصلاته حتى فعل ذلك ثلاث ليال فلما اجتمع الناس في الليلة الرابعة لم يخرج رسول الله إليهم،

فلما خرج ليصلي بهم الفجر أخبرهم أنه ما منعه من الخروج للصلاة ليلا إلا خوفه أن تفرض عليهم هذه الصلاة فيعجزوا عن أدائها.

عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا،

فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح،

فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: (أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها)[رواه البخاري]

ما حكم صلاة التراويح؟

اتفق العلماء على استحباب صلاة التراويح؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلاها بأصحابه لكن خشي أن يواظب على صلاتها مع أصحابه فتفرض عليهم فيعجزوا عنها،

فلما مات النبي –صلى الله عليه وسلم- زال ما كان يخافه رسول الله؛ لأن الوحي قد انقطع وزالت العلة.

صلاة التراويح في جماعة أو منفردا

اختلف العلماء في أيهما أفضل هل صلاتها في البيت منفردا أم صلاتها في جماعة في المسجد.

1 – قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد وبعض المالكية الأفضل صلاتها جماعة؛ لأن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- جمع الناس على إمام واحد بعدما كانوا يصلون في المسجد متفرقين.

عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط،

فقال عمر: (إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل) ثم عزم فجمعهم على أُبَيّ بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم،

قال عمر: (نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون) يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله.[رواه البخاري]

والمعنى أنهم إذا ناموا ثم قاموا للصلاة في آخر الليل لكان أفضل.

ومما استدلوا به على أفضلية صلاة التراويح في جماعة استمرار عمل المسلمين على ذلك؛ لأنها من الشعائر الظاهرة فأشبهت صلاة العيد.

2 – وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية الأفضل صلاة التراويح في البيت؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)]رواه البخاري[.

ما عدد ركعات صلاة التراويح؟

ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة كما ثبت عن ابن عباس –رضي الله عنه-، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة كما ثبت عن عائشة –رضي الله عنها-.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر، وركعتا الفجر)[البخاري]

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: )كَانَتْ صَلاَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً) يَعْنِي بِاللَّيْلِ.]البخاري[

وقد وفق بعض العلماء بين الحديثين فقالوا إن عادة النبي –صلى الله عليه وسلم- ثبتت بالنحوين فكان يصلي أحيانا إحدى عشرة ركعة، وأحيانا ثلاث عشرة ركعة من باب التوسعة وأنه لا حد لصلاة الليل.

ومن العلماء من رجح رواية عائشة على رواية ابن عباس وقالوا إن رواة حديث عائشة أرجح ممن رواة حديث ابن عباس.

ومنهم رجح عائشة على ابن عباس لأنها كانت أكثر مخالطة للنبي –صلى الله عليه وسلم- وأعلم بأحواله من غيرها.

ومنهم من قال باحتمال أن رواية الثلاث عشرة ركعة دخل فيها ركعتا الفجر إضافة إلى الإحدى عشرة ركعة فبلغ المجموع ثلاث عشرة ركعة.

ويجوز أن تكون صلاة التراويح ثلاثا وعشرين ركعة؛ لفعلها في زمن عمر بن الخطاب، ومنهم من لم يحدد عددا؛ لحض النبي -صلى الله عليه وسلم- على القيام دون تحديد عدد.

هل خالف عمر رسول الله في عدد ركعات التراويح؟

ثبت أن الصحابة كانوا يصلون التروايح في عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ثلاثا وعشرين ركعة.

قَالَ ابْن عبد الْبر: عَن السَّائِب بن يزِيد، قَالَ: كَانَ الْقيام على عهد عمر بِثَلَاث وَعشْرين رَكْعَة. قَالَ ابْن عبد الْبر: هَذَا مَحْمُول على أَن الثَّلَاث للوتر.

وما فعله عمر وأقره الصحابة عليه ليس فيه مخالفة لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- فهم أحرص الناس على اتباع سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك:

1 – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حض على قيام الليل دون أن يحدد لنا عددا محددا من الركعات، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)[البخاري]

2 – إن قراءة النبي –صلى الله عليه وسلم- وقيامه في صلاته من الليل يختلف عن قراءتنا وقيامنا فلا نقدر على فعل ما كان رسول الله يفعله، وعلى ذلك فلا اعتبار للعدد فرب ركعة من النبي –صلى الله عليه وسلم- تساوي كل صلاتنا في ليلنا ونهارنا.

عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى،

فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع،

فجعل يقول: (سبحان ربي العظيم) فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: (سمع الله لمن حمده) ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: (سبحان ربي الأعلى) فكان سجوده قريبا من قيامه).]مسلم[

وعن عائشة -رضي الله عنها- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا، فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع)]رواه البخاري[

3 – ذكر العلماء أيضا أن صلاة الليل لاحد لها فمن شاء استزاد ومن شاء استقل وقد قالوا ذلك مما فهموه من قول النبي –صلى الله عليه وسلم- وفعله.

قال ابن بطال: “صلاة الليل لا حدّ فيها لا يجوز تجاوزه إلى غيره وكلٌ سُنَّةٌ”. ]شرح صحيح البخاري لابن بطال[

وقال ابن عبد البر : “احْتَجَّ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ مَحْدُودٌ وَالصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ”.[الاستذكار]

صلاة التروايح للمرأة

يجوز للمرأة أن تصلي التراويح في المسجد، لكن صلاتها في بيتها أفضل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن)[أبو داود]

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *