تزوير الحقائق وتغييب العقول

تزوير الحقائق وتغييب العقول

تزوير الحقائق وتغييب العقول من أدوات أهل الباطل التي يخدعون بها البسطاء من الناس ويسيطرون بها على عقولهم.

تزوير الحقائق وتغييب العقول من أدوات أهل الباطل التي يخدعون بها البسطاء من الناس ويسيطرون بها على عقولهم.

غزوة أحد

في غزوة أحد انتصر المسلمون على المشركين في بداية المعركة لكن لما خالف الرماة أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- تحول النصر إلى هزيمة ودفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأحد سبعين من أصحابه، وأصاب الآخرين جراح شديدة.

شماتة اليهود والمنافقون

لما نزلت هذه الهزيمة بالمسلمين وقتل من قتل منهم وأصاب الآخرين جراح شديدة شمت المنافقون واليهود وكان مما قاله اليهود:

“لو كان نبيا ما ظهروا عليه ولا أصيب منه؛ ولكنه طالب ملك تكون له الدولة وعليه”

مخالفة قول اليهود لما يؤمنون به

الحقيقة أن هذا القول الذي قاله اليهود لا يؤمنون أنفسهم به، وإنما يؤمنون بعكسه، لكنهم أرادوا أن يزوروا الحقائق ليصدوا الناس عن الإيمان بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويشككوا
المؤمنين في نبيهم.

لا يشترط أن ينتصر النبي على أعدائه

فالحقيقة أنهم يؤمنون أن الأنبياء لا يشترط أن يكونوا منتصرين دائما فهذا هو نبي الله يحيى بن زكريا يؤمن اليهود بأنه نبي ومع ذلك لم ينتصر على عدوه من كفار بني إسرائيل، وإنما
مات مقتولا على يد عدوه وقطعت رأسه وقدمت على طست للملك الظالم عندما لم يأخذ الفتوى التي أرادها منه.

ولما قتل اليهود نبي الله يحيى أرادوا أن يبطشوا بأبيه نبي الله زكريا لكنه فر منهم وأخذوا يلاحقونه وأثناء فراره انفتحت له شجرة فدخل فيها لكن الشيطان دلهم عليه فنشروا
الشجرة وهو بداخلها.

وقتل اليهود الكثير من الأنبياء منهم أرميا ودانيال وحزقيل وعاموص -عليهم السلام- وكانوا أنبياء متعاصرين في زمن واحد، لذلك وصفهم الله بقتلهم الأنبياء فقال: ﴿وَقَتْلَهُمُ الأنْبِياءَ بِغَيْر حَقّ

هل هذه النهاية لهؤلاء الأنبياء تطعن في نبوتهم وهل كان شرطا أن ينتصروا على عدوهم حتى يكونوا أنبياء.

سنة الله في كونه

لو أردا الله أن ينصر أنبيائه ورسله دون جهد أو قتال لفعل ولكن الله أراد أن يأخذوا بسنن الله في كونه فيأخذوا بالأسباب ويكونوا خاضعين لها حتى يكونوا قدوة لأتباعهم ويسيروا
على سنن الله الكونية.

 فالله تعالى خلق هذا الكون ووضع له قوانين يسير عليها وجعل لكل شيء سببا وربط هذه الأسباب بمبسبباتها،  ولا يستطيع أحد أن يفصل هذا الاقتران بين الأسباب ومسبباتها إلا خالق هذا الكون وهو الله، فالله هو الذي عطل وظيفة النار عن الإحراق لإبراهيم حتى تكون معجزة شاهدة على صدق نبوته.

كل هذه الحقائق السابقة كان اليهود على علم بها لكنهم أرادوا أن يزوروا الحقائق من أجل أن يصلوا لمآربهم مستغلين جعل من حولهم وعدم معرفتهم بحقائق.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *