القرآن يأمرنا بالبحث عن الفقراء المستترين

القرآن يأمرنا بالبحث عن الفقراء المستترين

القرآن يأمرنا بالبحث عن الفقراء المستترين، الذين لا يتعرضون لسؤال الناس ولا يمتهنون هذا العمل

القرآن يأمرنا بالبحث عن الفقراء المستترين، الذين لا يتعرضون لسؤال الناس ولا يمتهنون هذا العمل، قال الله: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
)

تفسير قول الله: للفقراء الذين أحصروا

اجعلوا أيها المسلمون صدقاتكم لهؤلاء الفقراء الذين حبسوا عن الخروج للتكسب بسبب الجهاد في سبيل الله أو حبسوا بسبب طلب العلم أو حبسوا بمرض نزل بهم أقعدهم عن الخروج للسعي وطلب الرزق.

 وتلك هي صفة هؤلاء الفقراء الذين يجب عليكم أن تبحثوا عنهم، فكل واحد منكم يعرفهم من أقاربه أو جيرانه الذين يطلع على حقيقة حالهم ويعرف مداخلهم ومخارجهم ويعرف أنهم  يتعففون عن سؤال الناس.

فالواحد منهم قطع يده أولى عنده من أن يمدها لغير خالقها، وقطع لسانه أيسر عليه من أن يبث شكواه لغير الله، فبسبب عفتهم هذه يحسبهم الجاهل الذي لا يعرف حقيقة حالهم أنهم أغنياء بسبب عفتهم.

لكن إذا تأملت حالهم وتفرست في وجوههم تستطيع أن تعرف أنهم فقراء بسبب ما يظهر على وجوههم من الذلة والانكسار بسبب الفقر.

 قال الله: لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا

لا يلحون في السؤال وهنا نجد أن أول الآية يصفهم الله بأنهم يتعففون عن سؤال الناس، وهنا ينفي عنهم أنهم يلحون في سؤال الناس، والمعنى: أنهم إذا ألجاتهم الضرورة وأوشكت نفسهم على الهلاك لا يلحون في سؤال الناس وإنما يسألون سؤالا لطيفا رقيقا.

وقيل: إن الله مدحهم أولا بأنهم يتعففون عن سؤال الناس، وهنا أراد الله أن ينبه على أن أسوأ الناس هم الذين يلحون في السؤال ويترصدون طريق الناس ويتخذون هذا الأمر حرفة يتكسبون من ورائه ويتكاسلون عن طلب السعي وطلب الرزق بالعمل.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ بِهِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ)]البخاري[

خطاب الله للمنفقين على الفقراء

بعد أن وصف الله الفقراء خاطب الله هؤلاء المنفقين أنهم مهما فعلوا من خير فإن الله يعلمه مما كان خافيا لا يطلع عليه أحد فإن الله مطلع ومجازي عليه.

فليس كما تظن أن العمل لابد وأن تعمل له حملة إعلانية تطلع كل الناس عليه حتى يكتب لك عند الله، فإن هذا العمل أحرى ألا يقبل وأن يرد على صاحبه.

عن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- قال: “اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ

وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك“.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *