احتلال الرومان لبيت المقدس
التلميذ: من الذي كان محتلا لبيت المقدس في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم؟
المعلم: كانت بلاد الشام يا بني تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، وبلاد الشام هذه كانت تطلق على ما يسمى اليوم بسوريا والأردن ولبنان وفِلَسطين.
وقد احتل الرومان بلاد الشام ما يقرب من سبعة قرون، ولما اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية كدين رسمي لها بدؤا في تنصير الشعوب العربية المجاورة لهم.
ماذا فعل النبي لاستعادة بيت المقدس؟
التلميذ: هل فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- شيئا من أجل استرداد بيت المقدس من هؤلاء الرومان؟
المعلم: نعم كانت هناك محاولات عديدة من أجل القضاء على الوجود الروماني المتغلغل في بلاد العرب والذي مر عليه قرون عديدة في بلاد الشام كان من هذه المحاولات غزوة دُومة الجندل وكانت في العام الخامس من
الهجرة.
ودُومة الجندل بلدة تقع على الحدود بين الحجاز والشام، وكان بها أناس يظلمون من مر بهم وكانوا يريدون أن يدنوا من المدينة، فخرج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في ألف من أصحابه إليهم،
فلما دنا منهم أصاب من أصاب وهرب من هرب، ونزل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بساحتهم فلم يجد أحدا وقد علم أنهم قد هربوا.
وكانت هذه هي أول غزوة بعيدة عن المدينة من جهة الشام، ورجع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بأصحابه بعد أن غاب عنها شهرا.
محاولات طرد الرومان من الشام
التلميذ : هل كانت هناك محاولات أخرى لطرد الرومان من بلاد الشام التي هي أرض العرب؟
المعلم: نعم ، كانت هناك غزوة مؤتة، ومؤتة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، وكانت في العام الثامن من الهجرة وسببها أنهم قتلوا جماعة من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وجعل النبي –صلى الله عليه وسلم- أمير الجيش زيد بن حارثة وقال: إن أصيب زيد فأمير الجيش جعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فأمير الجيش عبد الله بن رواحة.
وشاءت إرادة الله أن يقتل القادة الثلاثة في المعركة، فقد كان عدد جيش الروم مائة ألف وانضم إليهم مائة ألف أخرى من متنصرة العرب، أما جيش المسلمين فكان عدده ثلاثة آلاف.
وتولى القيادة بعدهم خالد بن الوليد، واستطاع بخبرته العسكرية أن يرجع بجيش المسلمين سالما حتى لقيهم المسلمون في المدينة فقالوا لهم: يا فرار فررتم في سبيل الله، فقال لهم النبي –صلى الله عليه وسلم-: ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله.
غزوات النبي ضد الرومان
التلميذ: هل كانت هناك غزوات أخرى خاضها النبي –صلى الله عليه وسلم- ضد هؤلاء الرومان؟
المعلم: كانت هناك غزوة تبوك، وتبوك من أرض الشام، كانت هذه الغزوة في العام التاسع من الهجرة وسببها أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- علم أن الروم جمعوا له الجموع من أجل أن يغزوا المدينة،
فخرج إليهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليباغتهم في ديارهم في جيش يزيد عن الثلاثين ألفا، قاصدا تبوك.
فلما وصل جيش المسلمين هناك لم يجدوا أحدا؛ لأن الروم لما علموا بمسير جيش المسلمين الذي لا يخاف الموت انسحبوا إلى بلاد الشام ليتحصنوا بها، ومكث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بتبوك بضعة عشر يوما، وبايعت بعض القبائل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وصالحوه ودفعوا له الجزية.
آخر الغزوات ضد الرومان
التلميذ: هل كانت هذه الغزوة هي آخر الغزوات التي أخرجها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ضد الرومان في بلاد الشام؟
المعلم: لم تكن هذه الغزوة هي آخر الغزوات التي أخرجها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فلم ينس النبي –صلى الله عليه وسلم- ما صنعه الروم بالمسلمين في غزوة مؤتة حيث قتل القادة الثلاثة،
فجمع جيشا مكونا من ثلاثة آلاف من كبار المهاجرين والأنصار في السنة الحادية عشرة وأمَّر عليهم أسامة بن زيد وقال له: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل.
وكان أسامة لم يبلغ العشرين من عمره، وخرج أسامة وعسكر خارج المدينة استعدادا للانطلاق، لكن اشتد المرض بالنبي –صلى الله عليه وسلم-وانتقل إلى الرفيق الأعلى،
فلما تولى أبو بكر الخلافة أمر بإنفاذ جيش أسامة تنفيذا لوصية النبي –صلى الله عليه وسلم- فسار أسامة إلى البلقاء وحدود الشام، فأغار عليهم وانتقم للمسلمين ولأبيه الذي قتل، ثم عاد إلى المدينة بجيشه مظفرا منصورا.
