نأتي بعد ذلك للدرجة الأدنى وهي درجة الشذوذ بأن يأتي الرجل الرجل، هذه الفاحشة ربما لا يصل الناس إليها الا بعد الانفلات المطلق في تلك الشهوات.
موقف نبي الله لوط مع قومه
وهذا هو ما قاله نبي الله لوط -عليه السلام- لقومه: (وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ * إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ)
لعن الله من عمل عمل قوم لوط
والنبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الذين يعملون عمل قوم لوط فقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله
من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط).
عقوبة الشذوذ
وهنا العلماء يتحدثون عن عقوبة هؤلاء الشواذ، فذهب فريق من العلماء إلى أن عقوبة الشواذ إنما هي عقوبة الزاني، وقالوا: لأن الله تعالى سمى الزنا فاحشة فقال: (وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا).
وسمى الله تعالى جريمة اللواط فاحشة فقال الله تعالى: (وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
فقالوا فعلى هذا يأخذ حكم الزنا.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن عقوبة هؤلاء إنما هي الرجم حتى الموت، واستدلوا على ذلك بأن الله تعالى إنما رجم قوم لوط بحجارة من السماء.
فقال الله: (وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ) على كل هذه جريمة لا تقرها الفطرة ولا يقرها الاسلام، بل الإسلام وضع لها العقوبات الرادعة التي تردع الناس عن الوقوع فيها.
حكم السحاق
كذلك من هذه المسائل مسألة السحاق وهو أن تأتي المرأة المرأة، هذا أيضا من كبائر الذنوب، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد)
والله عز وجل قال: (وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ)
فقالوا التي تفعل هذا الفعل إنما هي من العادين التي خرجت عما حده الله تعالى للعباد.
موقف المنظمات الحقوقية من السحاق
لكن نجد هذه المنظمات الحقوقية التي لا تعرف عن الحق شيئا، والتي تدعي أنها تناصر الإنسان وتقف مع حريته لا همّ لهم إلا أن يدافعوا عن هؤلاء الشواذ الذين بلغوا أو وصلوا إلى القاع الأخلاقي، الذي لا يمكن الرجعة بعده.
انزلاق أخلاقي لا يمكن الإصلاح معه، هل هؤلاء يريدون الخير لنا؟
أحوال من يرتكبون المعاصي
الذين يرتكبون المعاصي على فريقين:
1 – هناك واحد من الناس يقع في المعصية ويعرف أنه وقع في الإثم، ويعرف حجم الجرم الذي ارتكبه، فهو دائما يلوم نفسه على هذا الفعل، ودائما يحاول أن يبعد الناس عن الوقوع فيما وقع فيه.
2 – لكن هناك فريق آخر من الناس إذا وقع في المعصية لا يهنأ له بال إلا أذا أوقع الناس جميعا في تلك المعصية معه.
وهذا على حد قول القائل: ودت الزانية لو أن كل النساء زواني.
أمثال هؤلاء قال الله تعالى فيهم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ)
موقف المجتمعات الشاذة
الحقيقة إن هذه المجتمعات المنحلة أخلاقيا والتي صارت اليوم تشرع هذا الشذوذ على كل مستوياتها بل صاروا يحرفون مباحث علم النفس ويقولون بأن علم النفس يقر أن لهؤلاء حقوقا فيما يفعلون.
الحقيقة أن هؤلاء قد اتسع الخرق على الراقع عندهم، ولم يستطيعوا أن يوقفوا هذا الانحلال فاضطروا لأن يتعاملوا معه ويقوموا بتصديره للآخرين، على أنه تحرر وعلى أنه حرية.
موقف الغرب من الخمور
هذا الأمر تماما يشبه موقف هذا الغرب من مسألة الخمور، حاولوا في بداية الأمر محاربة الخمور بكل ما أوتوا من قوة، وضعوا قوانين رادعة لئلا يشرب الناس تلك الخمور، ووضعوا ضرائب باهظة على هؤلاء الذين يصنعون تلك الخمور.
لكن كانت النتيجة في النهاية أن الناس ازدادوا في شرب الخمور ولم يستطيعوا أن يوقفوا هذا الأمر فاضطروا في النهاية أن يتعاملوا مع الوضع القائم ثم بدؤا يصدروا هذا الأمر للآخرين على أنه نوع من التحضر والمدنية والتحرر.
هذا هو نفس الأمر يحدث مرة ثانية في مسائل الشذوذ هذه، يسلطون علينا تلك المنظمات التي لا تعرف شيئا عن الحقوق من أجل أن تدافع عن هؤلاء ومن أجل أن ينهدم المجتمع عندنا كما انهدم المجتمع عندهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم