السلوك الإنساني سلوك ثابت لا يتغير منذ أن خلق الله آدم -عليه السلام-، ومعنى أن السلوك الإنساني سلوك ثابت لا يتغير أي أن فعل الخير من زمن آدم -عليه السلام- هو نفس فعل الخير في زمن الإنسان الآن.السلوك الإنساني واحد لا يتغير
الشر ثابت منذ بدء الخليقة
وفعل الشر الذي كان يرتكبه الإنسان الأول هو نفسه فعل الشر الذي يرتكبه الإنسان في الوقت الحاضر.
سبب كون السلوك الإنساني واحد
والسبب الذي جعل سلوك الإنسان سلوك ثابت لا يتغير هو أن الإنسان الأول الذي خلقه الله -عز وجل- وهو آدم -عليه السلام- إنما كان مركبا نفس التركيب الذي يتكون الإنسان منه الآن.
فكان له قلب، هذا القلب هو محل الاعتقادات التي يعتقدها الإنسان، فقلب الإنسان هو محل الإيمان والكفر، وهو محل الحب والبغض.
وكان له عقل يعقل به الأشياء ويميز به الصواب من الخطأ، وكانت له شهوة البطن التي تدفعه للسعي من أجل الحصول على طعامه وشرابه.
وكانت له شهوة الفرج التي أيضا تدفعه، وبعض الناس قد يسيطر على هذه الشهوة.
كيف نستفيد من ثبات السلوك الإنساني
هذا معناه أن يتعلم الإنسان المتأخر من الإنسان المتقدم، لأجل ذلك نجد أن الله -تعالى-
أرسل جميع أنبيائه ورسله بدعوة واحدة؛ لأن هذه الدعوة إنما تعالج سلوكا واحدا يتشابه مع الإنسان من جيل إلى جيل.
ذم الله العصاة ومدح المطيعين
وذكر الله تعالى هؤلاء العصاة وذكرهم في موضع الذم حتى يحذر الإنسان من أن يقع في مثل ما وقعوا فيه.
وذكر الله لنا هؤلاء الذين أطاعوا الله واستجابوا لأوامره، ذكرهم الله في معرض المدح حتى يفعل الإنسان مثل فعلهم لينال رضا الله -عز وجل- عليه.
لذلك لما تكلم الله تعالى عن الأنبياء والرسل قال الله تعالى: (أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰلَمِينَ).
