الحقائق الناقصة تقود لنتائج فاسدة

الحقائق الناقصة تقود لنتائج فاسدة

الحقائق الناقصة تقود لنتائج فاسدة هذا المنهج الفاسد الذي يسير عليه أهل الباطل ليخدعوا البسطاء من الناس ومن لا علم لهم.

الحقائق الناقصة تقود لنتائج فاسدة هذا المنهج الفاسد الذي يسير عليه أهل الباطل ليخدعوا البسطاء من الناس ومن لا علم لهم.

التنصير عن طريق الطب

في يوم من الأيام وفي أحد مستشفيات القاهرة أجلس طبيب يعمل في مجال التبشير -أو بالأصح التنصير- مرضاه على الأرض ووقف فيهم خطيبا وقال لهؤلاء العوام: “أليس قرآنكم
يقول عن المسيح أنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحييى الموتى” فقال هؤلاء العوام : نعم. 

فقال لهم الطبيب المنصر: “فلماذا لا تدعون المسيح ليشفيكم ويخلص أرواحكم؟”

عرض الحقائق ناقصة

والسؤال هنا: ما هي المنهجية التي اتبعها هذا الطيب في دعوته لمرضاه من المسلمين؟

هذه المنهجية هي عرض جزء من الحقيقة من أجل أن يصل من خلاله إلى أهدافه ومآربه، فعيسى -عليه السلام- ذكر القرآن عنه أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى وهذه حقيقة لكنها ليست كل الحقيقة.

وإنما الحقيقة لها جزء آخر أخفاه هذا المنصر حتى يصل بالناس لغايته وهي أن يعتقدوا أن المسيح إله قادر على إحياء الموتى، لأنه لا يقدر على ذلك إلا إله.

وأخفى الجزء الذي تتم به الحقيقة وهي أن المسيح -عليه السلام- فعل ذلك بإذن الله، فالفاعل على الحقيقة هو الله وأما المسيح فهو النبي الذي أظهر الله المعجزة على يديه، من أجل أن يصدقه الناس فيما يبلغه عن ربه.

قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)

والحقيقة أن هذا منهج يسير عليه دائما أعداء الإسلام الذين يمكرون به ليلا ونهارا، فمثلا عندما يتكلمون عن النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يبرزون لك إلا جانب الرحمة والتسامح. 

وهذه حقيقة النبي  –صلى الله عليه وسلم- لكنها ليست كل الحقيقة وإنما هذا جانب من الحقيقة وهذا الجانب هو الذي يخدم مصالحهم ويحقق لهم أغراضهم، فإذا احتلوا أرضنا وانتهكوا أعراضنا وأزهقوا أرواحنا ثم ثورنا لننتصر لديننا ولأنفسنا طالبونا بالرحمة والتسامح كما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وتكون النتيجة التي تترتب على ذلك هي التمكين للظالمين وسحق المظلومين وكأن الإسلام يدعو لذلك.

فالرحمة على طول الخط في كل الأحوال وفي كل الأوقات أمر مذموم، وإنما الرحمة لها موضعها، والشدة لها موضعها حتى يوضع كل شيء في نصابه وهذا هو ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

محمد نبي المرحمة والملحمة

الحقيقة الكاملة التي ينبغى علينا أن نعرفها هي ما بينه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (أنا محمد، وأحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر، والمقفي، ونبي الملاحم)]أحمد[

فهو نبي الرحمة لأن الله أخرج به الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، فصاروا إلى رحمة الله، كما قال الله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

(ونبي الملاحم) والملحمة هي الحرب، فبعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسيف والحرب وجه من وجوه الرحمة؛ لأن الله تعالى أيد رسله بالمعجزات، وجرت عادة الله تعالى في
الأمم السابقة بأنهم إذا كذبوا رسلهم عوجلوا بالعذاب الذي يستأصلهم بسبب تكذيبهم لأنبياء الله، فمنهم من أرسل الله عليهم حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم خسف
الله به الأرض، ومنهم من أغرقه الله. 

لكن الله رحم هذه الأمة بسبب النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث لم يستأصلهم بالعذاب بسبب تكذيبهم وإنما أمر الله النبي –صلى الله عليه وسلم- بجهادهم ليرتدعوا عن الكفر، فالسيف يبقيهم حيث يموت قليل منهم ويبقى الباقي ليراجع نفسه ويعود لربه، وأما عذاب الاستئصال ليس له بقية فهو يهلك الجميع فلا تكون هناك فرصة للتوبة، وكثير من هؤلاء الذين عادوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخاضوا المعارك ضده هداهم الله بعد ذلك فكانوا من أئمة الهدى والرشاد.

الحقيقة الكاملة للنبي صلى الله عليه وسلم

فالحقيقة الكاملة التي ينبغى علينا أن نعرفها هي ما بينه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (أنا محمد، وأحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر، والمقفي، ونبي الملاحم)]أحمد[

بالرغم من شدة رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه كان أشجع الناس وكان يتقدم أصحابه في المعركة فإذا فروا لا يفر هو.

قال الْبَرَاءَ وَقد سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ قَالَ: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَفِرَّ، كَانَتْ هَوَازِنُ نَاسًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ، فَأَكْبَبْنَا عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ،

وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ آخُذٌ بِلِجَامِهَا، وَهُوَ يَقُولُ: (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ)]أبو يعلى[

 

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ» 

وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ» قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *