أصناف الناس الذين لا يجوز إخراج الزكاة لهم

هناك أصناف من الناس لا يجوز إخراج الزكاة لهم؛ لأنه من المعلوم أن الله حدد لنا الأصناف الذين نخرج الزكاة لهم في القرآن.

لقد حدد الله تعالى أصناف المستفيدين للزكاة وهم الأصناف الثمانية، ولم يترك الأمر لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال الله: (إِنَّمَا ‌ٱلصَّدَقَٰتُ ‌لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ).

قرابة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأصناف الذين لا يجوز إخراج الزكاة لهم، ولا يجوز لهم أن يأخذوا من الزكاة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ)مسلم

الأغنياء وقرابة المزكي الذين لا يدخلون تحت أي صنف من الأصناف الثمانية لا يجوز إخراج الزكاة لهم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ)^{أبو داود}

والمراد بـ “المرة” القوة، أي قوة الاكتساب، و”السوي” هو الصحيح السليم الجسد من الأمراض .

قرابة المتصدق الذين يجب عليه أن يقوم بالإنفاق عليهم لا يجوز له أن يعطيهم من الزكاة كزوجة المتصدق وأولاده وأمه وأبيه المحتاجين، فهؤلاء ممن يجب على المتصدق الإنفاق عليهم فلا يعطيهم من الزكاة وإنما ينفق عليهم من أصل ماله.

الكفار الذين لا يؤمنون بالإسلام ولا يرجى إسلامهم لا يجوز إخراج الزكاة لهم؛ لأن الزكاة فريضة من الله على أغنياء المسلمين لإخوانهم من فقراء المسلمين.

القوي المكتسب الذي يغنيه كسبه عن سؤال الناس لا يجوز إخراج الزكاة له؛ لما روي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال:

أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين فقال:

(إِنَّ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ، وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ)أبو داود. أي ولا لصاحب جسد سليم يقدر على الاكتساب به.