أثر النية في قبول الأعمال أو ردها على صاحبها

أثر النية في قبول الأعمال أو ردها على صاحبها

أثر النية في قبول الأعمال أو ردها على صاحبها كبير بل النية هي الأساس في قبول الأعمال

أثر النية في قبول الأعمال أو ردها على صاحبها كبير بل النية هي الأساس في قبول الأعمال، فكل عمل مرهون بنية صاحبه، فإن كانت نيته صالحة بأن كان متوجها بقلبه لله عند أدائه لهذا العمل كان مقبولا عند الله، وإن كانت النية فاسدة بأن توجه الإنسان بعمله لغير الله كان العمل مردودا عليه.

النية الصالحة تحول الأعمال الدنيوية لعبادة

إذا قام الإنسان بأي عمل من الأعمال ووضع نية صالحة لهذا العمل، بأن جعل توجه القلب نحو الله كان هذا العمل مقبولا عند الله ويؤجر عليه صاحبه حتى ولو كان هذا العمل دنيويا محضا، فإن النية الصالحة تحوله لعبادة يتقبلها الله من صاحبها.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رضي الله عنه- أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ،
قَالَ: 
(أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ،
وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)]مسلم[.

إنفاق الرجل على أهل بيته

الرجل مسئول أخلاقيا واجتماعيا عن الإنفاق على زوجته وأولاده، وبالرغم من أن هذا العمل هو من الواجبات الدنيوية التي تجب عليه، فإن الإسلام بيّن أنه إذا وضع نية صالحة عند الإنفاق على أهله كان هذا عملا صالحا يؤجر عليه.

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ)]البخاري[.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى
أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ
)
]مسلم[.

لأنه ليس من العدل أن يحارب الإنسان الفقر في بيوت الفقراء ثم يترك أهله عالة على غيرهم من الناس.

النية الفاسدة تفسد على صاحبها عبادته

إذا عمل الإنسان عملا وكان قلبه متوجها لغير الله، فإن هذا الخلل في توجيه القلب لغير الله يحول هذا العمل إلى عمل فاسد لا يقبله الله من صاحبه ولا ينال من ورائه إلا التعب.

فمثلا الصلاة إذا لم تكن خالصة لله بأن أداها صاحبها من أجل أن يرائي بها الناس، بحيث لا ينشط لها إلا إذا كان أمام الناس فإذا كان وحده لا يؤدها، فإذا كانت الصلاة كذلك كانت سببا في جلب العذاب لصاحبها، قال الله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).

والصدقة إذا لم يكن قلب العبد خالصا لله عند أدائها كانت عملا باطلا مردودا على صاحبه، لا يجد ثمرتها في الآخرة، كمثل الماء النازل من السماء على الأرض والناس يتمنون أن تقبل الأرض هذا الماء فتنتفع به في نفسها ثم تخرج لهم الثمرة لكن الماء عند نزوله على الأرض يزيح طبقة التراب الرقيقة ويصادف حجرا صلدا لا يشرب الماء ولا ينتفع به ولا يخرج ثمرا، هذا مثل للعمل الذي يعمله الإنسان لغير الله.

قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين).

فهذه النية الفاسدة عند أداء العمل حذرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- منها؛ لأنها تفسد على العبد عمله، حتى ولو بذل الكثير من الجهد والوقت، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّار)]ابن ماجه[. أي فالنار أولى به.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *