هناك الكثير من الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعة في المسجد وهذا نوع من تيسير الشريعة على الناس منها:
المطر الشديد
عندما يشتد المطر ويصعب على الإنسان السير فيه بسبب الماء أو الطين الذي يترتب على نزول الماء يجوز للإنسان أن يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد.
البرد الشديد والحر الشديد
الخارج عما ألفه الناس والذي يتأذى الإنسان إذا خرج فيه.
الريح الشديد
الذي يتعرض الإنسان فيه للمشقة بل والأذى إذا سار فيه.
السفر
فإذا كان الإنسان على سفر جاز له أن يتخلف عن الجماعة في المسجد
ودليل ما سبق ما رواه البخاري ومسلم عَنْ نَافِع ، قَالَ : ” أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ – ضجنان هو جبل بتهامة- ، ثُمَّ قَالَ : صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ – المنازل والدور والمساكن -، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: ” أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ” فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ ، أَوِ المَطِيرَةِ ، فِي السَّفَرِ .
عند انتشار الوباء
يحرم على المصاب بمرض ينتقل ويعدي غيره أن يشهد الجمعة والجماعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا يورد ممرض على مصح).
ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها)
وينبغي للمصابين بأعراض المرض في زمن الوباء اجتناب المساجد عند الشك في الإصابة حتى يراجعوا الأطباء ليتأكدوا من سلامتهم، فإن ضرر الفيروس – إن كانوا حاملين له –
أعظم من التأذي الحاصل برائحة الثوم،
فقد نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حضر المساجد عند أكل الثوم حتى لا تتأذى الملائكة والناس برائحته فقال: (مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا وَلاَ يُؤْذِيَنَّا بِرِيحِ الثُّومِ).
المرض
فإذا كان الإنسان مريضا مرضا شديدا أو طاعنا في السن بحيث يشق عليه شهود الجماعة فإنه يجوز له التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد، قَال ابْنُ الْمُنْذِرِ: لاَ أَعْلَمُ خِلاَفًا بَيْنَ
أَهْل الْعِلْمِ: أَنَّ لِلْمَرِيضِ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِ الْجَمَاعَاتِ مِنْ أَجْل الْمَرَضِ، وَلأِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا مَرِضَ تَخَلَّفَ عَنِ الْمَسْجِدِ، وَقَال: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَل بِالنَّاسِ.
الخوف
فإذا خاف الإنسان على نفسه الهلاك أو خاف على ماله الضياع أو خاف على أهله فإنه يجوز له التخلف عن شهود الجماعة في المسجد.
عند حضور الطعام
فإذا حضر الطعام وكان في حاجة له بسبب جوعه أو احتياجه له فالأولى له أن يأكل الطعام أولا حتى يكون قلبه أكثر تفرغا للصلاة لأنه لو صلى وهو على تلك الحال فإنه لن يؤدي الصلاة بخشوع كامل لذلك يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ)
مدافعة الأخبثين
إذا كان المرء في حاجة لقضاء حاجته من بول أو غائط فالأولى له أن يقضي حاجته حتى يكون كامل الخشوع في الصلاة فيقدم قضاء حاجته على أداء الصلاة في الجماعة؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ)
أكل الثوم أو البصل
إذا أكل الإنسان ما يغير رائحة فمه إلى روائح كريهة فإن السنة له أن يترك الصلاة في المسجد ويؤديها وحده حتى لا يتأذى الناس والملائكة برائحة فمه؛ لقول النبي –صلى الله
عليه وسلم-: (مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ، الثُّومِ – وقَالَ مَرَّةً: مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ)
العري
من كان عاريا ولم يجد ملبسا يستر به ما بين سرته وركبته جاز له أن يتخلف عن الصلاة في المسجد في الجماعة.