ما معنى الاحتكار؟ وما هي السلع التي يكون فيها الاحتكار المحرم؟ هذا هو موضوع هذه المقالة لأن الاحتكار من الممارسات الخاطئة في البيع والشراء .
تعريف الاِحْتِكَارُ
هو: حَبْسُ ما يحتاجه الناس انتظارا للغلاء.
وهذا الاحتكار محرم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ)]مسلم[
ما يكون فيه الاحتكار من السلع
اختلف نظر الفقهاء إلى ما يكون فيه الاحتكار إلى ثلاث اتجاهات:
1 – لا احتكار إلا في القوت خاصة.
2 – لا احتكار إلا في القوت والثياب خاصة.
3 – الاحتكار في كل ما يحتاجه الناس ويتضررون من حبسه.
ولعل الرأي الأخير هو الأكثر مرونة فليس دائما الطعام وحده هو الحاجة الملحة للإنسان، فقد ينزل بالناس وباء ينتشر فتكون حاجتهم للدواء كحاجتهم للطعام والشراب.
وحبس هذا الدواء عنهم أو أسباب الوقاية يودي بهم للهلاك، وبعد أن كان الناس يعانون من بلاء المرض يزيد عليهم بلاء آخر وهو بلاء الاحتكار الذي يزيد الأسعار عليهم.
حكمة تحريم الاحتكار
اتفق الفقهاء على أن حكمة تحريم الاحتكار هي رفع الضرر عن الناس ومنع الإضرار والتضييق عليهم.
لذلك اتَّفَقَ فُقَهَاءُ الْمَذَاهِبِ عَلَى أَنَّه من حق الْحَاكِمَ أن يَأْمُرُ الْمُحْتَكِرَ بِإِخْرَاجِ مَا احْتَكَرَ التاجر إِلَى السُّوقِ وَبَيْعِهِ لِلنَّاسِ، فَإِنْ لَمْ يستجب لأمر الحاكم فله ان يجبره على البيع إِذَا خِيفَ الضَّرَرُ عَلَى عوم الناس.
الاحتكار المتفق على تحريمه
من صور الاحتكار المتفق على تحريمه أن يجتمع فيه كَوْنُ الشَّيْءِ الْمُحْتَكَرِ طَعَامًا، وَأَنْ يَحُوزَهُ بِطَرِيقِ الشِّرَاءِ، وَأَنْ يَقْصِدَ الإْغْلاَءَ عَلَى النَّاسِ، وَأَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ الإْضْرَارُ وَالتَّضْيِيقُ عَلَيْهِمْ.
احتكار البيع
من صور الاحتكار المحرم أن يحتكر الإنسان بيع السلعة فلا يبيعها إلا لشخص أو أشخاص معينين ثم يقوم هؤلاء الأشخاص الذين احتكروا السلعة فيبيعونها بما شاؤوا من المال؛ لأنهم
يضمونون أن هذه السلعة لا يستطيعون الوصول إليها إلا عن طريقهم.
ذكر ابْنُ الْقَيِّمِ هذه الصورة فقال: أَنْ يَلْزَمَ النَّاسَ أَلاَّ يَبِيعَ الطَّعَامَ أَوْ غَيْرَهُ مِنَ الأْصْنَافِ إِلاَّ نَاسٌ مَعْرُوفُونَ، فَلاَ تُبَاعُ تِلْكَ السِّلَعُ إِلاَّ لَهُمْ، ثُمَّ يَبِيعُونَهَا هُمْ بِمَا يُرِيدُونَ. فَهَذَا مِنَ الْبَغْيِ فِي الأْرْضِ وَالْفَسَادِ بِلاَ تَرَدُّدٍ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ.