ما هو الكبر؟ وما أنواعه؟ وما حكمه؟ الكبر من أكبر ذنوب القلب ويبدأ عندما يظن الإنسان بنفسه أنه أكبر وأفضل من غيره، وهذا الكبر يتولد عند الإنسان إذا كان معجبا بنفسه وعمله.
الكبر محله القلب
الكبر محله القلب كما في قول الله: (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه). ثم يظهر أثر هذا الكبر على الجوارح بناء على ما في الصدور.
أنواع الكبر
1 – الكبر على الله: ككبر فرعون والنمرود حيث استكبرا أن يكونا عبدين لله وادعيا الربوبية، وهذا أسوأ أنواع الكبر، قال الله: (إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ).
2 – الكبر على رسول الله جهلا أوعنادا كما في حال كفار أهل مكة وغيرهم.
3 – الكبر على العباد بأن يستعظم الإنسان نفسه ويحتقر غيره.
حكم الكبر
الكبر من كبائر الذنوب التي تحرم صاحبها من رحمة الله؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل: إن الرجل ليحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمص الناس)]مسلم[
فتخير الثوب الحسن والنعل الحسن ليس من الكبر في شيء؛ لأن هذا من أعمال الجوارح، لكن الكبر هو بطر الحق أي رده وإنكاره تجبرا ، وغمص الناس أي احتقارهم وازدراؤهم، وهذا من أعمال القلوب.
فالمتكبر تأبى نفسه قبول ما سمعه من الحق بل ربما يدعوه ذلك إلى المبالغة في تزييف الحق وإظهار الباطل قال الله: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم).
قال ابن مسعود: كفى بالرجل إثما إذا قيل له اتق الله أن يقول عليك بنفسك.
فالتكبر على الناس يدعوا صاحبه إلى التكبر على الخالق، ألا ترى أن إبليس لما تكبر على آدم وحسده بقوله أنا خير منه جره ذلك إلى التكبر على الله فهلك هلاكا مؤبدا.
حكم التجمل بالثياب وغيره
الأصل في التجمل الإباحة لقول الله : (قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ
يَعۡلَمُونَ).
لكن قد ينتقل التجمل من الإباحة إلى الندب لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)]الترمذي[
وقد يتحول التجمل من الإباحة للتحريم كمن يتخذ التجمل وسيلة لمحرم.
وقد يتحول التجمل من الإباحة إلى الوجوب كالكبر على الكفار في الحروب.