الرفق واللين في معاملة الناس

الرفق واللين في معاملة الناس

كان من الآداب التي علمها رسول الله لأمته الرفق واللين في معاملة الناس

كان من الآداب التي علمها رسول الله لأمته الرفق واللين في معاملة الناس، بأن نرفق بالجاهل عند التعليم وبأهل الباطل عند دعوتهم.

الرفق في التعليم

كان من الآداب التي علمنا رسول الله إياها أن نحلم على الجاهل ونرفق به في التعليم.

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الحَكَمِ السُّلمِىِّ؛ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ.

فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِى القَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ. فَقُلْتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرونَ إِلىَّ. فَجَعَلوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلى أَفْخَاذِهِمْ، فَلمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِى، لكِنِّى سَكَتُّ. فَلما صَلى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِى هُوَ وَأُمِّى، مَا رَأَيْتُ مُعَلمًا قَبْلهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ. فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِى وَلا ضَرَبَنِى وَلا شَتَمَنِى،

قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ القُرْآنِ). أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّى حَدِيثُ عَهْدٍ بجَاهِليَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالإِسْلامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالاً يَأْتُونَ الكُهَّانَ. قَالَ: (فَلا تَأْتِهِمْ). قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ. قَالَ: (ذَاكَ شَىْءٌ يَجِدُونَهُ فِى صُدُورِهِمْ، فَلا يَصُدَّنَّهُمْ – قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ:
فَلا يَصُدَّنَّكُمْ -)

قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ. قَالَ: (كَانَ نَبِىُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَخطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ).

قَالَ: وَكَانَتْ لِى جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِى قِبَلَ أُحُدٍ وَالجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِى آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّى صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلىَّ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: (ائْتِنى بِهَا)، فَأَتَيْتُهُ بِهَا. فَقَالَ لهَا: (أَيْنَ اللهُ؟) قَالتْ: فِى السَّمَاءِ. قَالَ: (مَنْ أَنَا؟) قَالتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَال: (أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ).

بئس أخو العشيرة

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: (بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ)

فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ)

يحتمل أن يكون هذا الرجل هو عيينة بن حصن فكان سيدا في قومه وكان يقال له الأحمق المطاع، وكان أحد المؤلفة قلوبهم، فقال النبي هذا القول ليبين حقيقة أمره، وألان له القول ليؤلف قلبه على الإسلام.

الفرق بين المداراة والمداهنة

المداراة مستحبة والمداهنة محرمة؛ لأن المداهنة معناه رؤية الفاسق المظهر لفسقه فيظهر الرضا بفسقه فلا ينكره لا بلسانه ولا بقلبه.

والمداهنة مأخوذة من الدهان بمعنى أن يستر باطن الشيء ويخفي ظاهره.

وهذا هو ما ذكره الله في كتابه فقال: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ).
أي تمنى هؤلاء المشركون لو يظهر رسول الله لهم الرضا بآلهتهم حتى يظهروا هم أيضا الرضا بدينه.

وأما المدراة فمعناها الرفق بالجاهل الذي يستر معصيته ولا يجاهر بها، ورد أهل الباطل برفق لين.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *